مقالة فلسفية الإبداع الفني 3 ثانوي بكالوريا

 إليك مقالة فلسفية جاهزة حول: الإبداع الفني – 3 ثانوي:


📝 المقالة

المقدمة

يُعدّ الفن من أرقى مظاهر النشاط الإنساني، حيث يعبّر من خلاله الإنسان عن رؤيته للوجود ولذاته. والفنان يُنظر إليه ككائن مبدع يمتلك القدرة على تحويل الواقع إلى عمل جمالي. لكن الفلاسفة اختلفوا حول طبيعة هذا الإبداع: فهل هو وليد الإلهام والخيال فقط؟ أم هو خاضع لقواعد وتقنيات محددة؟ هذه الإشكالية تطرح السؤال: ما طبيعة الإبداع الفني؟ وهل يقوم على العفوية المطلقة أم على القواعد المنظمة؟


العرض

1- الأطروحة الأولى: الإبداع الفني وليد الإلهام والخيال

يرى أنصار هذا الاتجاه أن الفن نتاج الموهبة الطبيعية والخيال الخصب.

  • أفلاطون: الفنان مُلهَم، يعمل تحت تأثير قوى غيبية (إلهام رباني).
  • شوبنهاور: الفن تعبير عن الإرادة العميقة، والفنان يملك رؤية حدسية للعالم.
  • الحجة: الفنان يُبدع أعمالًا تتجاوز العقل الحسابي، وهذا دليل على أن الإبداع عفوي وحر.
  • النقد: الاعتماد على الإلهام وحده يُلغي دور التدريب والجهد، ويجعل الفن مجرد صدفة.

2- الأطروحة الثانية: الإبداع الفني قائم على القواعد والتقنيات

يرى أنصار هذا الاتجاه أن الفن ليس مجرد خيال، بل يخضع لقوانين محددة.

  • أرسطو: الفن محاكاة منظمة للطبيعة، يخضع لقواعد النسب والانسجام.
  • الكلاسيكيون: الشعر، الموسيقى، الرسم… كلها تحتاج إلى تقنيات وضوابط (وزن، إيقاع، منظور).
  • الحجة: لو كان الفن إلهامًا فقط لما أمكن تدريسه وتعلمه.
  • النقد: التركيز على القواعد فقط يحول الفن إلى صناعة آلية تخلو من الإبداع الشخصي.

3- الموقف التركيبي

الإبداع الفني يجمع بين الإلهام والخيال من جهة، والانضباط بالقواعد من جهة أخرى. فالفنان يبدع بحرية، لكنه يوظف تقنيات ومعارف تدعم موهبته. فالعمل الفني الناجح هو ثمرة توازن بين الحرية والضبط.


الخاتمة

يمكن القول إنّ الإبداع الفني ليس مجرد عفوية ولا مجرد تقيد بالقوانين، بل هو لقاء بين الموهبة الطبيعية والتقنيات المكتسبة. فالفنان يعبّر عن ذاته بحرية، لكنه يستعين بمعارف فنية وقواعد جمالية تجعل عمله متقنًا وقادرًا على التأثير. وهكذا يتحقق الإبداع الفني في تفاعل الخيال مع الانضباط، والذات مع الموضوع.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مواضيع المدونة