مقالة فلسفية القيم الجمالية 3 ثانوي بكالوريا

 إليك مقالة فلسفية جاهزة حول: القيم الجمالية – 3 ثانوي:


📝 المقالة

المقدمة

يُعتبر الجمال قيمة أساسية في حياة الإنسان، إذ يشبع حاجته إلى المتعة والسمو الروحي. وقد شغلت القيم الجمالية الفلاسفة منذ القديم: فهل الجمال موجود موضوعيًا في الأشياء ذاتها، أم أنه حكم ذاتي يرتبط بالذوق الفردي؟ هذه الإشكالية تقودنا إلى طرح السؤال: هل الجمال قيمة موضوعية مطلقة، أم ذاتية نسبية؟


العرض

1- الأطروحة الأولى: الجمال موضوعي

يرى أنصار الاتجاه الموضوعي أن الجمال قائم في الأشياء والظواهر، ويمكن إدراكه بالعقل أو الحواس.

  • أفلاطون: الجمال مثال مطلق خالد في عالم المثل، والفنان مجرد مقلّد له.
  • أرسطو: الجمال يكمن في التناسب والانسجام بين الأجزاء وفي الكلّ.
  • الحجة: المعايير الجمالية (كالتناسب والتناظر) يمكن ملاحظتها بموضوعية.
  • النقد: رغم وجود هذه المعايير، نجد أنّ الناس يختلفون في تذوق الجمال، ما يدل على دور الذات.

2- الأطروحة الثانية: الجمال ذاتي

يرى أنصار الاتجاه الذاتي أن الجمال ليس في الأشياء بل في ذوق الإنسان.

  • كانط: الحكم الجمالي "ذاتي"، لكنه يتصف بعمومية، أي أن الناس يشتركون في الإحساس بالجمال.
  • ديفيد هيوم: اختلاف الأذواق يعود إلى التربية والعادات والخبرة.
  • الحجة: ما يراه قوم جميلًا قد يراه آخرون قبيحًا، مما يدل على أن الجمال حكم ذاتي.
  • النقد: المبالغة في الذاتية تجعل الجمال بلا أسس موضوعية، وتحوّله إلى فوضى في الأحكام.

3- الموقف التركيبي

القيمة الجمالية ليست موضوعية خالصة ولا ذاتية محضة، بل نتيجة تفاعل بين الموضوع والذات:

  • العمل الفني يحمل خصائص موضوعية (انسجام، إيقاع، تناسب).
  • لكن قيمته الجمالية لا تتحقق إلا بتدخل الذات التي تتذوقه وتمنحه المعنى.

الخاتمة

يمكن القول إنّ القيم الجمالية تمثل تجربة مركبة: فهي لا تقوم فقط على الخصائص الموضوعية للأشياء، ولا على الذوق الفردي وحده، بل تنشأ من التفاعل بينهما. وبذلك يظلّ الجمال قيمة إنسانية تجمع بين المعايير الكونية والخصوصية الفردية، مما يفسر تأثير الفن عبر العصور واختلاف طرق تذوقه.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مواضيع المدونة