إشترك معنا ليصلك جديد الموقع

بريدك الإلكترونى فى أمان معنا

السبت، 12 سبتمبر 2015

 الدرس : المشكلة والإشكالية-1


السؤال : قارن بين المشكلة والإشكالية ؟


طرح المشكلة: الحذر من المظاهر

إن الإنسان يواجه تجاه وجوده غموض وجهل نهائي أمام الصعبات وعوائق جمة ، ليس اإلنسان بمعناه العام ، بل اإلنسان 

بمعناه الخاص لدى الفالسفة والعلماء والمفكرين الذين يعانون بعقولهم وبكل كيانهم هذا الوجود ، فهناك من األمور تعتبر 

مشكالت وهناك أمور تعتبر إشكاليات وسؤال الذي يطرح نفسه: ما عالقة المشكلة باإلشكالية ؟ أو بعبارة أخرى ، ما الفرق 

الموجود بين المشكلة واإلشكالية ؟

1- بيان أوجه االتفاق:

محاولة الحـــــل:

كالهما نابعان من القلق واإلثارة تجاه ظاهرة ما.

 كالهما ناتجان من اإلرادة والحافز تجاه عوائق ما.

كالهما يبحثان عن الحقيقة.

 كالهما يطرح بطريقة استفهامية.

كالهما آليتان غامضتان ومبهمتان.

2- بيان أوجه اإلختالف:

إن المشكلة عبارة عن تساؤل مؤقت يستدرك جوابا مقنعا ، أما اإلشكالية فهي عبارة عن طرح تساؤل دائم يعاني القضايا 

الصعبة في هذا الوجود واإلجابة تكون غير مقنعة.

 إن المشكلة قضية جزئية في هذا الوجود ، أما اإلشكالية فهي قضية كلية عامة.

 إن المشكلة تمثل غيض الوجود من اإلشكالية التي تعتبر فيض الوجود.

إن المشكلة هي عبارة عن فرع من أصل األم وهي اإلشكالية.

 إن المشكلة اضطراب لدى اإلنسان من زاوية الدهشة ، أما اإلشكالية فهي اضطراب لدى اإلنسان من زاوية 

اإلحراج. 

 إن المشكلة مجالها ضيق مغلق ، أما اإلشكالية فهي واسعة مفتوح على هذا الوجود.

3- طبيعة العالقة بينهما:

إن المشكلة هي جزء من اإلشكالية التي تعتبر الكل ، وكما مثل بعض المفكرين اإلشكالية بأنها عبارة عن مظلة تتسع 

لكل المشكالت كمشكلة األخالق والمنطق والميتافيزيقا والطبيعة ، إذا هنالك تداخل وطيد الصلة بينهما.

 حل المشكلة: "نسبة الترابط"

إن العلقة بين المشكلة واإلشكالية كعالقة اإلنسان بالحياة ، فهما تعمق اإلنسان فهي فهم هذا الوجود ، فإنه يجد نفسه في ال 

متناهي من الغموض تجاه الظواهر المطروحة في هذا الوجود.





 الدرس : المشكلة واإلشكالية-2


قارن بين السؤال الفلسفي والسؤال العلمي ؟


1- طرح المشكلة: "احتمال وجود مواطن تشابه بين طرفين مختلفين"

إنه ومما الشك فيه أن معرفة حقيقة هذا الوجود لن يتأتى من دون عقل يفكر ، إنه السؤال الذي يدفع نفسه من اإلنسان 

المريد الراغب في البحث عن حقائق هذا العالم المبهم في كثير من جوانبه ، ومن دون السؤال لن تتولد الحقائق أبدا عن 

ذلك العالم. وما دام السؤال وجد مع وجود عقل اإلنسان. وبما أن مجاالت الحياة متعددة فإن األسئلة ستكون متعددة ، هذا 

يجعل السؤال يتفرع إلى قسمين رئيسيين هما؛ السؤال الفلسفي والسؤال العلمي ، ولهذا كله نتساءل: ما الفرق بين السؤال 

الفلسفي والسؤال العلمي ؟ أو بعبارة أخرى: ما عالقة السؤال الفلسفي بالسؤال العلمي؟

2- محاولة حل المشكلة:

1- مواطن االتفاق:

 مقاالت فلسفية 2

 كالهما سبيال للمعرفة.

 كالهما يثيران الفضول ويدفعان بالمتعلم إلى البحث.

 كالهما لديهما موضوع ومنهج وهدف مرجو من عملية البحث.

كال منهما يطرح على شكل االستفهام.

 كالهما يستعمالن مهارات مكتسبة.

2- مواطن اإلختالف:

 إن السؤال العلمي يهتم "بعالم الملموس" )عالم الطبيعة( ، أما السؤال الفلسفي فإنه يهتم "بعالم 

 إن دراسة السؤال العلمي تستوجب التخصصات الجزئية أما السؤال الفلسفي فدراسته متعددة المجاالت في 

الماورائيات")عالم ما وراء الطبيعة(.

البحث.

 إن السؤال العلمي يستعمل الفروض وحسابات رياضية أما السؤال الفلسفي فإنه يستخدم لغة األلفاظ.

إن السؤال العلمي يستعمل المنهج التجريبي االستقرائي الذي يقوم على المشاهدة والتجربة ، أما السؤال 

الفلسفي فإنه يستعمل المنهج االستنباطي الذي يتم بالعمل ال بالخرافة وال األسطورة.

إن العلقة بين السؤال العلمي والسؤال الفلسفي هي عالقة تداخل متالحم ومتماسك ، بحيث أن السؤال الفلسفي يخدم السؤال 

3- طبيعة العالقة بينهما:

العلمي وهذا األخير يخدم األول.

4- حل المشكلة "الفصل في المشكلة موضوع المقارنة": 

إن السؤال العلمي والسؤال الفلسفي لهما عالقة وظيفية فعالة وخدمة متبادلة دوما بال انقطاع ، بل هناك تواصل ال نهائي 

بينهما.

الطريقة : استقصائية الدرس : مدخل إلى الفلسفة

السؤال األول : " الفلسفة ليست معرفة وإنما هي تفكير حول المعرفة " .

 مالحظة : في موضوع عام هكذا يجب نقرأ بإمعان نص الموضوع ونحدد معنى كل كلمة تحديدا دقيقا ‘ وبعد ذلك 

نشرع في وضع تصميم للموضوع ونحدد معنى كل كلمة تحديدا دقيقا ، وبعد ذلك نشرع في وضع تصميم للموضوع ثم 

ننتقل إلى تحليل الموضوع . وإذا لم نحدد معنى كل كلمة في نص الموضوع ربما جرنا ذلك إلى الوقوع في خطأ في فهم 

الموضوع وبالتالي فإننا سنخرج عن الموضوع . والكلمة التي يجب تحديد معناها في الموضوع هي كلمة ّ>> معرفة << . 

ويقصد هنا بالمعرفة المعرفة اليقينية وهي المعرفة العلمية . ويمكن أن نستبدل كلمة معرفة بكلمة علم فيصبح الموضوع 

على الشكل اآلتي :>> الفلسفة ليست علما و إنما هي تفكير حول العلم << ، فالمقصود هنا بالتفكير التأمل . بعد أن حددنا 

معنى كلمات الموضوع المطروح أصبح الموضوع واضحا إذ علينا أن نعالج قضية عالقة العلم بالفلسفة .

تحليل الموضوع : 

 كانت الفلسفة في القديم تضم جميع العلوم ، وكان على الفيلسوف أن يلم بجميع علوم عصره ، وهكذا رأينا أن 

) أفالطون ( مثال اهتم بقضايا الميتافيزيقيا في نفس الوقت الذي اهتم فيه بالرياضيات والفلك واالجتماع والسياسة و 

األخالق ... الخ . وكذلك األمر بالنسبة لغيره من الفالسفة وحتى عهد قريب كان ينظر إلى الفلسفة على أنها تشمل جميع 

العلوم األخرى ، فـ ) ديكارت ( مثال شبه الفلسفة بالشجرة جذورها الميتافيزيقيا ، وجذعها الفيزياء وغصونها الميكانيكا 

والطب و األخالق .
إال أن عملية انفصال العلوم على الفلسفة تمت بصورة تدريجية إلى أن استقلت هذه العلوم بعد أن تحدد موضوعها ومنهجها 

. ولم تحدث عملية االنفصال في فترة واحدة من تاريخ الفكر البشري ، بحيث أن الفكر كان يشهد من حين آلخر انفصال 

و ) أرخميدس ( اعتبرت الرياضيات منفصلة عن الفلسفة ، وكذلك الفيزياء عرفت هذا االستقالل في القرن السابع عشر على 

) الفوا زيه ( . والبيولوجيا على يد ) المارك ( و) كلودبرنار ( ، ومنذ منتصف القرن الماضي بدأت عملية استقالل 

السوسيولوجيا أو علم االجتماع على يد ) أوغست كونت ( و ) سان سيمون ( . وتلتها عملية استقالل السيكولوجيا 

أو علم النفس . وتعتبر السوسيولوجيا والسيكولوجيا العلمان اللذان استقال حديثا عن الفلسفة بعد أن تحدد موضوعهما 

 ولكن إذا استقلت جميع العلوم أي المعارف عن الفلسفة فهل هذا يعني أنه لم يعد للفلسفة موضوع ؟ إن الفلسفة لم يعد 

ينظر إليها في العصر الحديث على أنها حصيلة المعارف السائدة في عصر من العصور ، وإنما أصبحت طريقة في التفكير 

وفي تناول الموضوعات . لذلك يمكن للفلسفة أن تستخدم حقائق العلم لتطرح سؤالها حول قيمة هذه الحقائق . ولو كانت 

الفلسفة حقائق ثابتة يمكن أن نتعلمها لتحولت إلى علم ، لذا قيل بأنه ال توجد فلسفة يمكن أن نتعلمها وكل ما يمكن أن 

 ونحن عندما نتفلسف ال نضيف معرفة جديدة إلى معارفنا ، وإنما نقف من معارفنا موقفا نقديا فنتساءل عن حقيقة ما 

نعرف وقيمته وحدوده . وقديما كان ) سقراط ( يدرك أن الفلسفة ال تضيف إلى معلوماتنا شيئا جديدا وإنما تزيد عمقا ما 

لدينا من معلومات ، لذا استخدم سقراط طريقته المشهورة في الجدل والتي أطلق عليها اسم >> التوليد << أي توليد 

) مينون ( السؤال ويقول : >> ما هو تعريف الفضيلة << ؟ ويستسهل ) مينون( السؤال ويقول : >> إن الفضيلة هي 

) سقراط ( على هذا الجواب قائال بأن الطفل يمكن أن يكون فاضال وكذلك العبد لكنهما ال يأمران اآلخرين . ويجيب 

علم من العلوم عن الفلسفة ، حتى وصلنا إلى الوضعية التي نحن عليها اآلن. فابتداء من ) أوقليدوس ( 

يد ) غاليلي ( و) نيوتن ( ، والكيمياء في القرن الثامن عشر على يد 

ومنهجهما ، وبعد أن أصبح باإلمكان إجراء التجربة في هذين العلمين .

نتعلمه هو كيف نتفلسف . 

األفكار من الذاكرة . ففي محاورة >> مينون <<لـ ) أفالطون ( يسأل سقراط 

أن يستطيع اإلنسان أن يأمر أو يوجه اآلخرين << . ويعترض 

) مينون ( ، ثم يعترض عليه

) سقراط ( ... وهكذا إلى أن يصل ) مينون ( بنفسه إلى التعريف الصحيح للفضيلة . 

و ) مينون ( هي المعرفة التي يتوفر عليها ) مينون ( نفسه . فـ ) سقراط( يتفلسف ولكن موضوع فلسفته في الحوار 

 وإذا ما استعرضنا الفلسفات الحديثة رأينا أن هذه الفلسفات قد تخلت عن تقديم >> منظومات << فلسفية متكاملة كما كانت 

وهكذا فان )سقراط ( ولد تعريف الفضيلة من إجابات ) مينون( . إذن إن مادة التفكير في حوار ) سقراط ( 

المذكور هو معرفة ) مينون ( السابقة . وهذا دليل على أن الفلسفة ليست معرفة و إنما هي تفكير حول المعرفة .

تفعل في الماضي لترضى بأن تكون تفكيرا حول مختلف المعارف اإلنسانية . لذا يقول 

) برونشفيك ( وهو من الفالسفة المحدثين بأن الفلسفة ليست محاولة للزيادة من >> كم << المعرفة اإلنسانية 

وإنما هي تفكير >>كيف << هذه المعرفة ، ويقصد ) بر ونشفيك ( من قوله هذا بأن الفلسفة ليست مطالبة بأن تزيد من 

معارفنا كما تفعل العلوم األخرى وإنما هي مطالبة بأن تتساءل عن قيمة معارفنا . وهذا التساؤل قد يؤدي إلى إعادة النظر 

في معارفنا وإلى حذف بعضها . وقد أخذ بهذا الموقف الفيلسوف األلماني ) كانط ( الذي يعتبر موقفه نقطة تحول في 

الفلسفة الحديثة . يرى ) كانط ( بأن علينا قبل كل شيء أن نحدد مدى طاقة تفكيرنا ونتساءل فيما إذا كان بإمكان العقل البشري 

أن يدرك جميع الموضوعات وما هي حدود هذا العقل . وينتهي ) كانط ( إلى أن العقل ال يدرك إال ما هو محدد في الزمان 

والمكان وذلك بعد قسم الموضوعات إلى قسمين :: >> الظواهر << ، وهي ما يخضع للزمان والمكان ، و >> النومين << 

أو األشياء في ذاتها ، وهي ما ال يخضع للزمان والمكان أي موضوعات الميتافيزيقيا . ويقول أن العقل البشري ركب 

بطريقة ال يدرك معها إال ما هو خاضع للزمان والمكان أي الظواهر ، أما إذا حاول العقل أن يدرك موضوعات >> النومين 

<< أو الحقائق المطلقة فإنه سيقع في >> المعارضات << أي يبرهن برهنة متساوية في اليقين على قضايا متناقصة في 

 وقد يعترض البعض فيقول : إذا كانت الفلسفة هي مجرد تفكير حول المعرفة وليست معرفة حقيقة فهذا يعني أنها ستبقى 

دائما نسبية ألنهه ستظل دائما مرتبطة بالمعرفة التي تتغير باستمرار . إن هذا االعتراض ال يضر الفلسفة في شيء ، بل 

يمكن اعتباره دليال على حيويتها ، إذ كلما تجددت المعارف كلما تجددت الفلسفة . والعلم في تقدم ويفتح مجاالت جديدة 

للفلسفة وال يقضي عليها ، بل على العكس من ذلك إنه يتيح للفلسفة أن تجدد في طرح قضاياها ويسمح لها بطرح قضايا 

جديدة . لهذا قيل >> إن الفلسفة تبدأ حيث ينتهي العلم << ، بمعنى أن العلم يقرر الحقائق الجزئية و تأتي الفلسفة لتنطلق 

من هذه الحقائق وتجعلها موضع تساؤل ، أي أن الفلسفة ال تضيف حقائق جديدة أو معارف جديدة كالعلم ، وإنما تفكر في 

هذه الحقائق وتحدد مدى قيمتها . وهكذا يبدو واضحا أن الفلسفة ليست علما أو معرفة وإنما هي تفكير حول العلم أو حول 

نفس الوقت .

المعرفة . 

 مقاالت فلسفية 4

مقال فلسفي : حول مصدر المعرفة . الدرس : المذاهب الفلسفية1

بناء المقال- المقدمة:

يحتاج اإلنسان ليتفاعل مع العالم الخارجي إلى إدراكه وفهمه أي معرفته وهذه المعرفة تحتاج أدوات أو ما نسميه بمصدر 

المعرفة وفي تحديد المصدر اختلفت اآلراء والمتجادلة بين المذاهب المختلفة فهناك من اعتبر التجربة الحسية أساس تنبع منه 

المعرفة، فهل يمكن الوثوق بها واعتبارها مصدرا وحيدا؟

عرض المواقف المتجادلة في مصدر المعرفة.

محاولة حل اإلشكال:

القضية:

التجربة الحسية هي أساس كل معرفة فال وجود لمعارف عقلية بالفطرة، هذا ما ذهب إليه التجريبيون أمثال "جون لوك، مل ، 

بيكون، دافيد هيوم"

المبرر: يولد العقل صفحة بيضاء ال ترد معارف الطفل إلى بعد احتكاكه بالعالم الخارجي.

النقيض: ولكن الحواس معرضة للخطأ فهي أحيانا مصدر لمعارف خاطئة.

نقيض القضية:

العقل وحده أساس لكل معرفة هذا ما ذهب إليه أغلبية أصحاب المذهب العقلي "ديكارت، مال برونش، سبينوزا"

الحجة: العقل يملك معارف قبلية مثل مبدأ البديهيات كما هو الشيء في البديهيات الرياضية.

النقيض: ولكن من أين للعقل هذه المعارف إدا لم تكن التجربة مصدرها.

التركيب:

تعتمد المعرفة في تحصيلها على كل من التجربة والعقل فهي تركيبية وهذا ما يمثله الموقف النقدي "إمانويل كانت."

الخاتمة:

ما يهم اإلنسان في عالقاته بالعالم الخارجي هو فهمه وإدراكه سواء كان هذا الفهم بالحواس أو بالتجربة أو بينهما معا، المهم أن 

تكون قائمة على أسس منطقية سواء توافقت مع الواقع أو مع مبادئ العقل.

إلى أي حد يمكن اعتبار الحقيقة مطلقة في الفلسفة ؟ الدرس : الحقيقة الفلسفية والحقيقة العلمية

طرح المشكلة: "احتمال وجود رأيين جدليين متناقضين"

إن موضوع الحقيقة اتخذ وجها ت نظر متعددة من طرف الفالسفة ، والمفكرين ، والعلماء. فهنالك من يرى أن الحقيقة مطلقة

دون إدخال الذات ، وهنالك من يرى أن الحقيقة نسبية متغيرة حسب معرفة الذوات لها ، دون وجود طابع موضوعي أو 

خارجي ، ففي ظل هذا التعدد والتباين في فهم الحقيقة وإدراكها على حقيقتها الحقه ، يمكننا طرح تساؤالت عدة حول مشكلة 

الحقيقة في الفلسفة: إلى أي مدى يمكن إعتبار الحقيقة مطلقة دون وجود ما يسمى بالنسبية في الفلسفة ؟

محاولة حل المشكلة:

1- األطروحة:

إن مقياس الوضوح والبداهة والصدق واليقين هو أساس الحقيقة المطلقة للفلسفة ، ومن هؤالء الفالسفة والمفكرين نجد أمثال 

الفيلسوف الفرنسي "رينيه ديكارت" الذي يعتبر قطب رئيسي للفلسفة الحديثة ، ولقد فجر العصر الحديث بمقولته المشهورة: 

<< أنا أفكر إذن أنا موجود >> هذا الكوجيتو الذي يحمل حقيقة مطلقة في البديهيات الرياضية التي تعتبر ضرورية وواضحة 

بذاتها كقولنا مثال في البديهيات ، أن الواحد أكبر من الجزء أو أن اثنان ضعف الواحد وأن 2=1+1 ، وفكرة البداهة والوضوح 

لدى ديكارت لم تظهر لهذا الوجود إال إذا تبين أن ذلك الشيء البديهي حق وعدم التقيد باألفكار السابقة ، وفكرة الوضوح لن 

تتأتى إال بالشك المنهجي المنظم الذي يحقق نتائج صحيحة وواضحة دون شك هدام بمعنى دون الشك من أجل الشك ، بل الشك 

الذي هو في حد ذاته تفكير ، وفي هذا المقام يتحصل ديكارت على الحقيقة المطلقة عن طريق ما يسمى البداهة والوضوح وذلك 

 مقاالت فلسفية 5

وفق وضوح التفكير ، وهنالك إلى جانب هذا الرأي وهو رأي الفيلسوف الهولندي: "باروخ إسبنوزا" الذي يرى بأنه ليس هناك 

معيار للحقيقة خارج عن الحقيقة ، بل مجمل الحقيقة كلها تتجلى في فكرة الصدق حيث أن النور يكشف عن نفسه وعن الجهل ، 

وكذا العدل يكشف عن نفسه ومعيار الكذب ، وكذا الخير يكشف عن نفسه وعن الشر ، هذا ما نفهمه من خالل الفيلسوف 

اليوناني سقراط حينما أراد تجسيد العدالة في المجتمع ، حينما حارب السفسطائيين في قضية مطلقة األخالق حيث اعتقدوا أنها 

ذاتية وخاصة ، وخاصة فكرة العدالة والتي من أجلها مات عن طريق اإلعدام. في هذا المقام تكمن الحقيقة المطلقة دون 

منازع.

2- نقيض األطروحة:

حقيقة إن الحقيقة المطلقة تتجلى في الوضوح ، والبداهة ، والصدق ، واليقين ، والثبات وما هو دائم سرمدي ، ولكن هناك من 

عارض معارضة شديدة هذا الطرح للحقيقة ، وأعطى بديال فلسفيا يتجلى في الحقيقة النسبية. وفي هذا الموقف النقيض هناك 

فالسفة أمثال "بيرس شارل" الذي يرى أن الحقيقة نسبية وذلك من خالل فكرة النفع أي المصلحة من خالل أي فعل أو سلوك 

من أي إنسان وجب أن يترجمه العمل والتطبيق وفي هذا الصدد يقول "بيرس": "إن تصورنا لموضوع ما هو تصورنا لما قد 

ينتج من هذا الموضوع من آثار عملية ال أكثر" ، ومعنى هذا القول أن المعارف الصحيحة إنما تقاس بالنتائج التي تترتب على 

طبيعتها في الواقع وإن حققت لنا نتائج إيجابية ملموسة كانت صحيحة ، وإذا لم تحقق ذلك كانت خاطئة ، وهناك أيضا "وليام 

جيمس" الذي يقول: "إن كل ما يؤدي إلى النجاح فهو حقيقي" وأيضا يقول: 'الحق ليس التفكير المالئم لغاية" ، ومعنى هذا 

القول عند جيمس هو أن الحق عندما يكون حقا إال إذا كانت مصلحة ما دون وجود غايات ، ألن لو كانت هناك غاية ألصبحت 

الحقيقة مطلقة ، وهذا غير موجود في البرغماتية ويضيف "جيمس" مبينا بأن العدد )22( بإمكان إحتمال وجود هذا العدد بهذه 

الصورة باحتماالت عدة ، فبإمكان أن يكون مكعب العدد )3( ، أو حاصل ضرب )3×9( ، أو حاصل جمع )1+22( ، أو باقي 

طرح )23( من )111( أو بطرق ال نهاية لها ، وهذا بإمكاننا القول بأنها احتماالت صادقة وذلك حسب ما نضيفه نحن إلى 

العالم ألنه من صنعنا نحن ، أي من ذواتنا دون وجود حقيقة مطلقة ، بل هناك حقيقة نسبية وكما نجد "جون ديوي" الذي يرى 

أن التفكير يعتبر أداة أو وسيلة نلجأ إليها كلما صادفتنا مشكلة تعترض سبيلنا ، وذلك عن طريق حل هذه المشكلة عن طريق 

إبتكار الوسائل الضرورية وتجاوز المواقف المعقدة ، وهنا بالضبط الحقيقة النسبية ، ألنه ال تحصل دفعة واحدة ، بل تنمو 

وتتطور وتتراكم بالعمل والتجارب.

3- التركيب: 

إن الحقيقة ليست واحدة بل هناك حقائق تتجلى في الحقيقة المطلقة حسب ما هي موجودة في فكرة الوضوح والبداهة عند 

العقالنيين ، والحقيقة النسبية التي تؤسسها المنفعة و المصلحة عند البرغماتيين ، ولكن كال من الوضوح والنفع يحكمها معيار 

نسبي أي أنه متغير غير ثابت ، ألن معيار الحقيقة في منطق الوضوح والنفع كالهما نسبي غير مطلق.

حل المشكلة: "الفصل في المشكلة المتجادل فيه"

إن معيار الحقيقة في الفلسفة من جهة الوضوح والنفع ليس باإلطالق ، بل بنوع من النسبية والتغير ، ألن الحقيقة المطلقة 

تتواجد في الحقائق الرياضية والعلمية والفيزيائية نتيجة معيارها التجريبي ، غير شأن الحقيقة في الفلسفة.

السؤال : هل ترى أن المفاهيم الرياضية نابعة من التجربة أم العقل ؟ الدرس : الرياضيات والمطلقية3

طرح المشكلة:

باعتبار أن الرياضيات علم من العلوم التجريدية التي تتعلق بالمقادير الكمية ، والتي تبحث في الرموز المجردة ومجالها 

التصور العقلي البحت ، أثيرت تساؤالت عدة في شأن أصل الرياضيات ومصدرها ، فهناك من ردها إلى التجربة وهناك من 

هل أصل الرياضيات التجربة أم العقل؟ أو بعبارة أخرى: هل أصل الرياضيات عقلي خالص ال صلة لها بالواقع الحسي؟

أرجعها إلى العقل ، في ظل هذا النزاع يمكننا طرح التساؤالت التالية:

محاولة حل المشكلة:

1- األطروحة:

إن أصل الرياضيات عقلي خالص حسب ما يراه الفالسفة العقليين المثاليون أمثال الفيلسوف اليوناني "أفالطون" الذي يقول: 

"إن المعرفة تذكر" ، وما نفهمه من هذا التعريف حسب أفالطون هو أن كل المعارف بمختلف أشكالها تذكر ، حيث أن اإلنسان 

 مقاالت فلسفية 6

عندما كان في عالم المثل عرف هذه المعرف ومنها الرياضيات ، ولكن عندما جاء إلى عالم الواقع المادي نسي تلك المعرفة 

ولكن سرعان ما يدركها بالذهن وحده دون أي واسطة من وسائط المعرفة ، وما أكده أفالطون كذلك على أن التعريفات 

الرياضية مجالها ذهني ولن تتحقق إال بواسطة العقل دون المعرف األخرى ، وكما أوضح لنا أفالطون على أن التعريفات 

الرياضية طبيعتها أنها أزلية وثابتة لن تتغير ألن لها سبق مثالي على مالمسة هذه التعريفات للواقع الخارجي. وإلى جانب 

أفالطون هناك الفيلسوف الفرنسي قطب الفلسفة الحديثة ومفجر ثورة العقالنية إنه " روني ديكارت " الذي حاول أن يوضح لنا 

أن الرياضيات نابعة من أفكار فطرية شأنها شأن فكرة هللا ، ومعنى هذا أن الرياضيات تأسست بفعل العقل وذلك أنها بعيدة 

عن مجال الملموس الخارجي ، وفي هذا المقام يقول ديكارت : إن العقل أعدل قسمة بين الناس وما نفهمه من هذا القول هو أن 

الناس جميعا يشتركون في هذه الملكة المعرفية والتي بها يصلون إلى مبتغاهم ، وباإلضافة إلى هذا الفيلسوف نجد الفيلسوف 

الفرنسي أيضا "مالبرانش" الذي يرى بأن األفكار الرياضية وكل المعارف جاءت من عند هللا ، وذلك بفعل العقل دون وسائل 

معرفية أخرى ، وكما يؤكد قطب الفلسفة النقدية " إيمانويل كانط " على أن أساس الرياضيات يتجلى في القضايا العقلية التي 

تفرض نفسها على العقل ، وهي معرفة كلية ، ولقد أسماها "كانط" بالمعارف األولية التي ال تعني األفكار الفطرية كما عند 

"ديكارت " بل أن هذه المعارف األولية بمثابة شروط ضرورية قائمة في الذهن ، ولقد ركز "كانط" على فكرتي الزمان 

والمكان على أنهما مفهومان مجردان عن العالم الخارجي .

2- نقيض األطروحة : 

 على عكس ما طرحه الفالسفة العقالنيين على أن أصل الرياضيات هو العقل ، هناك رأي مضاد يرى أن أصل الرياضيات 

هو التجربة ومن هؤالء الفالسفة الحسيين التجريبيين نجد االنجليزي " جون لوك " الذي رد على ديكارت بأنه ال وجود للمعاني 

" إن الطفل يولد صفحة بيضاء تكتب فيه التجربة ما تشاء ؛ ومعنى هذا ومعنى هذا القول أن المعرفة الرياضية أو أي معرفة 

أخرى إنما تكتسب من الواقع الحسي ، وهناك أيضا الفيلسوف الفرنسي " كوندياك " الذي يرى بأن اإلحساس هو المنبع الذي 

تنبجس منه جميع قوى النفس ، وأيضا يؤكد "دافيد هيوم" على أن جميع معارفنا مستمدة من التجربة ، ألن العقل بدون تجربة 

ال يساوي شيء ، فتكمن المعرفة الرياضية هي المعرفة الخارجية ، وكما يؤكد الفيلسوف اإلنجليزي "جون ستيوارت ميل" 

الذي يرى أن الرياضيات هي علم المالحظة كما يرى جل الوضعين المعاصرين ، وكما يوضح أن النقط والخطوط والدوائر 

قبل أن تكون عقلية كانت تجريبية أي أنها "مجرد نسخ" ، وكما أن تاريخ العلوم يشهد على أن الرياضيات قبل أن تكون عقلية 

كانت تجريبية ، وذلك من خالل الحضارات الشرقية القديمة التي مارست الرياضيات ممارسة عملية قبل أن تكون نظرية ، 

الفطرية في النفس ألن األطفال والبله والمتوحشين ال يعرفونها وهذا قوله :

وذلك في تنظيم المالحة والفالحة والري.

3- التجاوز:

إن هذا الرأي التجاوزي يرى أصحابه على أنه ال وجود للعقل دون األشياء المحسوسة دون العقل. بل هناك تالزم وترابط 

وظيفي بينهما والذي يتزعم هذا اإلتجاه التجاوزي العالم النفساني السويسري "جان بياجي" الذي يرى أن الرياضيات عبارة 

عن نشاط إنشائي وبنائي يقوم به العقل ويعطي التجربة صورتها ، وخالل ذلك يتهيل هذا النشاط في حد ذاته ، بمعنى أن العقل 

ال يحتوي على أطر مسبقة بل فيه القدرة على اإلنشاء وفي هذا المقام يقول جورج سارطون: "إن الرياضيات المشخصة هي 

أولى العلوم الرياضية نشوءا فقد كانت في الماضي تجريبية... ثم تجردت من هذه التأثيرات فأصبحت علما عقليا". ومعنى 

هذا القول عند سارطون هو أن معاني الرياضيات قبل أن تكون عقلية محضة كانت حسية واقعية وذلك وفق منطق التدرج و 

وفي هذا الطرح التجاوزي هناك أيضا قول الفيلسوف الفرنسي "بوانكريه" الذي يقول: "لو لم يكن في الطبيعة أجسام صلبة لما 

وجد علم الهندسة ، ولكن الطبيعة بدون عقل مسلط عليها ال معنى لها". ومعنى هذا القول هو أن علم الهندسة ولد من خالل 

األجسام الموجودة في الطبيعة ، و وجود طبيعة بكل أشكالها المتعددة بدون وجود عقل دارس ومعمق لها لن تساوي شيء في 

التمرحل من مرحلة الملموس إلى مرحلة التعقل المجرد.

هذا الكون.

حل المشكلة:

حقيقة إن التجربة كانت المنطلق إلى التفكير الرياضي ، ولكن من هذا المنطلق تجردت الرياضيات تجريدا بعيدا عن الواقع 

الحسي ، ولهذا فاللغة الرياضية تبقى هي األساس في معرفة العالم المحسوس.

 مقاالت فلسفية 7

السؤال: قارن بين المعرفة الرياضية والمعرفة التجريبية. الدرس : الرياضيات والمطلقية4

طرح المشكلة: 

إن التطور الذي عرفته العلوم التجريبية في العصر الحديث بفضل تطبيقها المنهج التجريبي مكنها من الوقوف على النتائج 

المتصفة بالرمزية والدقة على غرار ما في الرياضيات. واإلشكال الذي يتحدد حول ذلك هو : فما العالقة بين الدقة في 

الرياضيات والدقة في العلوم؟ أو بعبارة أخرى : ما هي أوجه المقارنة بين الرياضيات والعلوم التجريبية؟

محاولة حل المشكلة :

1- أوجه االتفاق : 

كل من والرياضيات العلوم التجريبية تشترك في :

 الدقة من حيث النتيجة )استخدام الكم(.

 االبتعاد عن التفسيرات الميتافيزيقية والذاتية.

 التعبير الرمزي عن القضايا.

2- أوجه اإلختالف: 

ومن خالل الخصوصيات لكل واحدة من المعرفتين السابقتين الذكر ، فإننا نجد فارقا بينهما تتمثل عناصره في :

 موضوع الرياضيات مجرد ؛ فيما أن العلوم التجريبية موضوعها حسي .

 المنهج استنتاجي في الرياضيات. وتجريبي في العلوم التجريبية.

 نتائج الرياضيات دقيقة يقينية وهذا بخالف العلوم التجريبية التي تتصف نتائجها بالدقة النسبية.

3- بيان التداخل:

العلوم التجريبية استمدت نجاحها من :

1. استعمال اللغة الرياضية الكمية وإبعاد الكيف.

2. اعتماد الفيزياء المعاصرة على منهج الرياضيات الذي هو منهج أكسيومي.

3. الفيزياء المعاصرة رجحت مفهوم ريمان للمكان على باقي التصورات األخرى.

حل اإلشكالية :

الخاصية الوظيفية للمعرف تفرض ترابطا بين الرياضيات والعلوم التجريبية ، فالتطور الحاصل في مجاالت العلوم 

والسعي إلى الدقة في نتائجها جاء بعد توظيف الرياضيات.

أبطل األطروحة القائلة : " المعاني الرياضية فطرية وبالتالي مصدرها العقل" الدرس : الرياضيات

إذا كان اإلنسان يتفوق على بقية الكائنات بالعقل ، وبواسطته يستطيع التفكير ، وهذا األخير ، هو أنواع ، تفكير فلسفي و تفكير علمي 

وتفكير رياضي وموضوعه الرياضيات وهي مجموعة من المفاهيم العقلية المجردة ، وبالتالي فهي تدرس المقادير الكمية القابلة للقياس ، 

ومنهجها استنتاجي عقلي ألن الرياضي ينتقل من مبادئ عامة كالبديهيات ثم يستنتج نظريات خاصة تكون صحيحة ، إذا لم تتعارض مع 

تلك المقدمات ، ولقد شاع لدى الفالسفة أن أصل المفاهيم الرياضية عقلي وبالتالي فهي فطرية يولد اإلنسان وهو مزود بها ، إال أن هذه 

األطروحة فيها كثير من المبالغة والخطأ ، وهذا النقص حاول أن يظهره خصومهم من الفالسفة الذين أرجعوا أصلها للتجربة وبالتالي فهي 

مركزية وهذا الذي يدفعنا إلى الشك في صدق أطروحة " المعاني الرياضية فطرية وبالتالي مصدرها العقل " فكيف يمكن أن رفض هذه 

- 1طرح المشكلة :

األطروحة ؟ أو بعبارة أخرى إلى أي حد يمكن تفنيد الرأي القائل بأن نشأة الرياضيات كانت عقلية ؟

- 2محاولة حل المشكلة:

أ - منطق األطروحة ← إن المنطق هذه األطروحة يدور حول نشأة الرياضيات ، حيث يرى بعض الفالسفة وخاصة أفالطون و ديكارت 

بأن المعاني الرياضية أصلها عقلي أي نابعة من العقل وموجودة فيه قبليا بعيدة عن كل تجربة حسية ، وقد اعتمدوا على مسلمات أهمها:

-ال يمكن أن تكون التجربة هي مصدر الرياضيات أي أنهم نفوا بأن تكون المعاني الرياضية مكتسبة عن طريق المالحظة الحسية . لكن 

فالحجة األولى تتمثل في أنهم أكدوا بأن هناك اختالف في المفاهيم الرياضية كالمكان الهندسي ، و الالنهائيات ، والدوال والكسور و األعداد 

... والطبيعة التي ال تحتوي على هذه الموضوعات الرياضية المجردة ، مثال ذلك فالنقطة الهندسية التي ال تحتوي على ارتفاع وال على 

هؤالء الفالسفة لم يكتفوا بهذه المسلمات بل دعموها بحجج وأدلة أهمها:

 مقاالت فلسفية 8

طول وال على عرض فهي تختلف عن النقطة الحسية التي تشغل حيزا ونفس الشيء بالنسبة للمفاهيم األخرى. أما الحجة الثانية فقد أكدها 

الفيلسوف اليوناني أفالطون حيث يعتقد بأن المعاني الرياضية مصدرها العقل الذي كان يحي في عالم المثل ، وكان على علم بكافة الحقائق 

بما فيها المعاني الرياضية كالخطوط و األشكال و األعداد ، حيث تتصف بأنها واحدة و ثابتة ، وما على اإلنسان في هذا العالم الحسي إال

بتذكرها ويدركها العقل بوحده . و نأتي على الحجة األخيرة التي جاء بها الفيلسوف الفرنسي ديكارت الذي أن المفاهيم الرياضية من أعداد 

وأشكال هي أفكار فطرية و تتصف بالبداهة و اليقين ، فمفهوم الالنهاية ال يمكن أن يكون مكتسبا من التجربة الحسية ألن التجربة متناهية.

ب – نقد أنصار األطروحة ← إن هذه األطروحة لها مناصرين وهم أصحاب المذهب العقالني و المذهب المثالي عموما وخاصة كانط 

الذين فسروا الرياضيات تفسيرا عقليا و هذا بإرجاعها إلى المبادئ العقلية التي يولد اإلنسان و هو مزود بها حيث يعتقد كانط بأن الزمان و 

المكان و هما مفهومان رياضيان ، وبالتالي صورتان قبليتان فطريتان ، والدليل على ذلك أن المكان التجريبي له سمك ومحدود ، بينما 

المكان الرياضي مستوي و غير متناهي .... لكن موقف هؤالء المناصرين تعرض لعدة انتقادات نظرا ألنه ينطوي على نقائص أهمها:

-لو كانت المفاهيم الرياضية فطرية كما يدعي هؤالء الفالسفة لوجدناها عند الطفل الصغير بطابعها المجرد ، لكن الواقع يؤكد أن الطفل ال

يفهم المعاني الرياضية إال إذا استعان بأشياء محسوسة كاألصابع و الخشيبات ...كما انه لو كانت هذه المفاهيم فطرية في عقل اإلنسان ، 

فلماذا ال يأتي بها دفعة واحدة ؟ مع العلم أن هذه المعاني تتطور الرياضيات عبر العصور التاريخية وهذا بظهور ما يعرف بالهندسة 

إن هذه االنتقادات الموجهة ألنصار األطروحة هي التي تدفعنا إلى البحث عن حجج و أدلة أخرى لإلكثار من إبطالها ودحضها.

إن أنصار النظرية العقلية المثالية قد تطرفوا و بالغوا في تفسيرهم لنشأة الرياضيات بتركيزهم على العقل وحده ، بينما هو عاجز عن إدراك 

هذه المعاني الرياضية أحيانا ، و أهملوا دور المالحظة الحسية التي تساهم بدورها في وجود هذه المفاهيم ،، وهذا ما أكده أنصار النظرية 

التجريبية و المذهب التجريبي عموما و خاصة جون ستيوارت مل الذين يعتقدون بأن الرياضيات مكتسبة عن طريق تجربة الحسية بدليل 

االستقراء التاريخي يؤكد بأن تجربة مسح األراضي كما مارسها قدماء المصريين قد ساعدت على نشوء ما يعرف بالهندسة . كما أن الواقع 

يؤكد بأن الطبيعة تنطوي على أشكال هندسية بدليل قرص الشمس يوحي لنا بالدائرة ، والجبل بالمثلث لهذا يقول مل " إن النقط والخطوط و 

الالإقليدية المعاصرة التي تختلف عن الهندسة الكالسيكية اإلقليدية و هذا يدل على أن العقل ال يعتبر المصدر الوحيد لها.

ج – إبطال األطروحة بحجج شخصية شكال و مضمونا←

الدوائر الموجودة في أذهاننا هي مجرد نسخ للنقط و الخطوط و الدوائر التي نراها في تجربتنا الحسية" ...

حل المشكلة ←

إذن نستنتج بأن األطروحة : " إن المفاهيم الرياضية فطرية و بالتالي مصدرها العقل " ، باطلة و بالتالي ال يمكن األخذ برأي مناصريها 

ألن الواقع و التاريخ يؤكدان بأن المفاهيم الرياضية نشأت نشأة تجريبية ثم تطورت فيما بعد إلى مفاهيم عقلية مجردة ، لهذا فهذه األطروحة 

فاسدة بحجج كافية.

السؤال: الدرس : العلوم التجريبية والعلوم البيولوجية1

بماذا تتميز المالحظة العلمية عن المالحظة العادية؟

المقدمة: اإلشكال:

يبدو أن العلم أو على األصح العالم يستخدم حواسه في البحث مثله مثل الرجل العادي خاصة حاسة البصر ووظيفة الحواس 

هي المالحظة ، لكن ما هي الفروق التي تميز بين مالحظة الرجل العادي ومالحظة العالم؟ 

االتفاق:

كالهما المالحظة العلمية والمالحظة العادية قائمة على استخدام الحواس وكالهما منصبة على موضوع ما خارجي.

فالرجل العادي والعالم كالهما تستوقفهما بعض القضايا التي تلفت االنتباه يوميا مثال حوادث السيارات ، مشاكل السوق كال 

المالحظتين تصدران عن شخص معين.

اإلختالف:

اإلختالف بين مالحظة العالم ومالحظة الرجل العادي كبير فالمالحظة العلمية هي أوال مالحظة منهجية ونعني بالمالحظة 

هي مالحظة إشكالية أي قائمة حول إشكال ما ، وكونها مالحظة إشكالية هذا ما يعطيها الطابع اإلرادي القصدي الواعي 

ويتمثل في االنتباه الطويل مثل مالحظة علماء الفلك يقضون الليل على طوله مشدودين وراء المنظار ، واإلشكالية هنا في 

هي مالحظة مسلحة تستخدم فيها مختلف األدوات التقنية و التكنولوجية واإللكترونية الممكنة حسب نوع الظاهرة ، يستخدم 

هي مالحظة يساهم فيها العقل والحواس معا ويتدخل العقل عن طريق الذكاء وعن طريق المعرفة المكتبية حول الظاهرة 

المنهجية هي مالحظة مقصودة لها هدف محدد ووسائل.

عالم الكواكب والمجرات والنجوم.

المنظار الفلكي في المالحظة الفلكية ، والمجهر اإللكتروني في مجال الذرة والخلية إلخ ....

من أجل تفسيرها مؤقتا.

 مقاالت فلسفية 9

أما المالحظة العاديةفهي عفوية غير مقصودة سريعة خاضعة للصدفة ال تطرح إشكاال حقيقيا ، تعتمد على الحواس المجردة 

، وال تؤدي إلى نتيجة ذات أهمية علمية.

الترابط:

ال تداخل بين المالحظتين العلمية والعادية فالمالحظة العلمية هي مالحظة مخبرية قائمة على أساس المنهج لها غاية وهدف 

بينما المالحظة العادية مالحظة عابرة خاضعة للصدفة وال يمكن للرجل العادي أن يرى في الظاهرة ما يراه العالم من خالل 

معرفته بتاريخها وبقوانينها.

تختلف المالحظة العلمية عن المالحظة العادية كما وكيفا.

- هل نتائج العلوم التجريبية دقيقة ويقينية ؟ الدرس : العلوم التجريبية والبيولوجية 2

هل العلوم التجريبية تعتبر علوما صارمة في تطبيق المنهج التجريبي ، و دقيقة في استخالص نتائجها ؟ و 

طرح المشكلة :

هل يمكن أن يتحقق ذلك في العلوم البيولوجية ؟

المنهج التجريبــــيMéthodeExpérimentaleهو الطريقة التي يتبعها العلماء في تحليل و تفسير الظواهر 

الطبيعية 1 - المالحظة /Observationتركيز الحواس والعقل و الشعور صوب الظاهرة و متابعة تغيراتها 

بهدف تفسيرها )مالحظة ظاهرة السقوط( 2 - الفرضية /Hypotheseتفسير عقلي مؤقت للظاهرة ، يحدد 

االسباب الممكنة التي تكون وراء حدوث الظاهرة ، فالفرض هو بمثابة مشروع قانون يحتمل الخطأ و 

الصواب 3-- التجربة /Experienceهي اعادة الظاهرة في ظروف اصطناعية ، يحضرها العالم نفسه ، و 

الغرض منها هو التحقق من صحة الفرضيات ، و اكتشاف االسباب الحقيقية وراء الظاهرة و من ثمة يتم 

صياغة القانون و م المقصود بالقانون العلمي العالقة الموضوعية الثابثة بين الظواهر، و التي من خاللها 

يمكن تفسير ما يحدث امامنا من ظواهر ، و التنبؤ بها مثال ث= ك*ج

هل نتائج العلوم التجريبية دقيقة و يقينية ؟

ا- العقليين و انصار الحتمية / نتائج العلم دقيقة و يقينية ، واالستقراءInductionمشروع يقول كانط

 (Kantاالستقراء يقوم على مبدأ السببية العام( ، لكل ظاهرة سبب ادى حدوثها ، و انطالقا من معرفتنا 

لألسباب ) االحكام الجزئية( يمكننا استخالص القواعد العامة )االحكام الكلية( دون الرجوع الى التجربة.

مثال .الذهب يتمدد بالحرارة +النحاس+ الحديد+ الفضة = كل المعادن تتمدد بالحرارة .قاعدة عامة يقينية

 /البالص . نتائج العلوم التجريبية دقيقة ، ألن الظواهر الطبيعية تخضع لقوانين صارمة ) مبدأ 

الحتميةDéterminismeنفس االسباب تؤدي حتما الى نفس النتائج مهما تغير الزمان و المكان (

و التنبؤ بهذا المعنى يكون دقيقا أيضا مثل التنبؤ بظاهرة الكسوف ، و االحوال الجوية ، أمثلة – الماء يغلي 

بالضرورة في 111°. و يتجمد بالضرورة في 1° و ال شك في ذلك.

-ال وجود للصدفة ) ان الصدفة خرافة اخترعت لتبرير جهلنا )

-البالص ) يجب ان ننظر الى الحالة الراهنة للعالم كنتيجة للحالة السابقة ، و كمقدمة للحالة الالحقة(

النقد/ الحتمية مسلمة عقلية و ليست حقيقة تجريبية ، و ما هو مسلم به يحتمل الخطأ و الصواب ، و ال يمثل 

الحقيقة دائما ، و كثيرا ما تظهر حقائق تؤثر على مجال االستقراء.

ب- الالادرية و أنصار الالحتمية/ دافيد هيومD.Hume، االستقراء غير مشروع ، أي ال يجوز بناء قواعد 

عامة من أحكام خاصة -ما يصدق على الجزء قد ال يصدق على الكل ، ، المالحظة تثبت ما هو كائن ، و ما 

هو كائن جزئي و متغير و هذا ما ينفي وجود عالقات ثابتة بين الظواهر ، الحالة الراهنة ال تفسر الحالة 

 مقاالت فلسفية 11

الالحقة ، ثم أن الربط بين الظواهر وليد العادة فقط ، مثل تتابع البرق و الرعد ، و كأن االول سبب الثاني ، 

غير أن الظاهرتين منفصلتين ، و هكذا ينتمي هيوم الى المدرسة الالادرية التي تشك في نتائج العلم .و انصار 

الالحتمية مثل هايزنبرغHeisenbergالحتمية ليست مبدأ مطلق ، ألن بعض الظواهر الطبيعية ال تخضع 

لقوانين صارمة ، االمر الذي دفعهم الى التسليم بمبدأ جديد هو الالحتميةNonDéterminismeنفس األسباب ال 

تعطي نفس النتائج .ظواهر الميكروفيزياء العالم االصغرMicrocosmeيقول هيزنبرغ)ان الضبط الحتمي 

قانون السرعة سر= م/ ز ال يمكن تطبيقه لقياس دوران االلكترون حول النواة ، ألن دورانه عشوائي ذو 

سرعة فائقة حوالي 7 مليار د/ ثا ، و ال يمكن التنبؤ بمساره و كأنه يختار الطريق بنفسه ، الفعل تلقائي يؤثر 

النقد/ ان هيوم بإلغائه لمبدأ السببية العام وكل القوانيين العلمية يكون قد دمر العلم من أساسه ، و لقد أدت 

التقنيات الحديثة الى ازالة فكرة العشوائية في ظواهر الميكرو فيزياء ، و اصبح االنسان قادرا على تفسيرها 

الذي تؤكد عليه العلية و قوانينها ، ال يصح في مستوى الفيزياء الذرية )

على دقة التنبؤ

بقوانين خاصة.

خاتمة :

ال يمكن الحديث عن الدقة المطلقة في العلوم التجريبية مادام االستقراء ناقصا و النتائج نسبية ، لكن يمكن الحديث عن 

تطور مستمر لهذه العلوم ، فكلما تطورت وسائل المالحظة و التجربة كانت النتائج اكثر دقة و يقينا.

السؤال : دور الفرضية في المنهج التجريبي ؟ الدرس : العلوم التجريبية والعلوم البيولوجية2

األسئلة: -هل يمكن االستغناء عن الفرضية؟-هل للفكرة المسبقة دور في المالحظة والتجربة؟-هل أساس العلم العقل أم

I- المقدمة: تنطلق الدراسات العلمية على اختالف مضمونها ومنهجها من مرحلة البحث حيث تح ّرك العلماء أسئلة

وإشكاالت محيّرة تقودهم إلى مرحلة الكشف من خالل بناء مالحظات واستنتاجات مختلفة غير أن مكانة الفرضية 

في المنهج التجريبي عرفت جداال كبيرا بين الفالسفة والعلماء فالمشكلة المطروحة:هل يمكن االستغناء عن 

II- / الرأي األول)األطروحة(: ترى هذه األطروحة الموقف العقلي أن الفرضية نقطة انطالق ضرورية لكل بحث 

تجريبي وهي من حيث المفهوم مجهود عقلي يستهدف الخروج من اإلشكالية التي تطرحها المالحظة وحجتهم أن 

االكتشافات العلمية أساسها العقل في ليست مجرد تجميع للمالحظات والتجارب، عبّر عن هذه األطروحة" كلود 

برنارد" قائال }ينبغي أن نطلق العنان للخيال فالفرضية هي مبدأ كل برهنة وكل اختراع إنها تنشأ عن نوع من 

الشعور السابق للعقل{، ومن األمثلة التي تبين دور الفرضية في بناء العلم أن "باستور" ربط ظاهرة التعفن 

بالجراثيم رغم عدم رؤيته لها و"فرانسوا أوبير" كان عالما كبيرا لم تمنعه إعاقته البصرية من تخيل التجارب 

الصحيحة ألنه عوض فقدان البصر بقوة الحدس العقلي وبقدره على وضع فرضيات صحيحة، كل ذلك دفع

"بوانكريه" إلى القول }إن التجريب دون فكرة سابقة غير ممكن ألنه سيجعل كل تجربة عميقة{ والفرضية لها 

أهمية بعيدة المدى من حيث قدرتنا على إثارة المالحظات والتجارب وكذا رسم األهداف وتجاوز العوائق قال 

"ميدوار" في كتابه ]نصيحة إلى كل عالم شاب} [على الباحث أن يستمع دوما إلى صوت يأتيه من بعيد-صوت 

III- نقد:إن هذه األطروحة تتجاهل أن الفرضية من خالل اعتمادها على الخيال قد تبعدنا عن الواقع وتدخلنا في متاهات 

IV-/الرأي الثاني)نقيض األطروحة(: ترى هذه األطروحة الموقف التجريبي أن المنهج التجريبي هو المنهج االستقرائي 

القائم على المالحظة والتجريب وال مكان فيه للفرضية، وحجتهم أن الفرضية تقوم على عنصر الخيال والخيال 

يبعدنا عن الواقع، تجلت هذه األطروحة في نصيحة" ماجندي" إلى أحد تالميذه }أترك عباءتك وخيالك عند باب 

التجربة؟-هل لالستنتاج دور في بناء العلم؟

الفرضية؟1

الفرضية- يذكره بسهولة كيف يمكن أن يكون{.

يصعب الخروج منها.2

 مقاالت فلسفية 11

المخبر{ وتعمقت أكثر فكرة استبعاد الفرضية على يد اإلنجليزي "جون ستيوارت مل" الذي وضع قواعد 

االستقراء] قاعدة االستقراء- قاعدة االختالف- قاعدة البواقي- قاعدة التالزم في التغير[ ومن األمثلة التي توضح 

قاعدة االتفاق البحث الذي قام به العالم "ويلز" حول أسباب تكّون الندى حيث الحظ أن الندى يتكون على المرآة 

عند تقريبها من الفم، وعلى زجاج النوافذ في الشتاء ..... وأرجع ذلك إلى انخفاض حرارة األجسام مقارنة مع 

درجة حرارة الوسط الخارجي، قال "ستيوارت مل" }إن الطبيعة كتاب مفتوح إلدراك القوانين التي تتحكم فيها ما 

عليك إال أن تطلق العنان لحواسك{ ورأى "أوجست كونت" أن الطريقة العلمية تختلف عن الطريقة الفلسفية فهي 

ليست بحاجة إلى التأويل العقلي بل إلى الوصف من خالل إجراء التجارب وهذا ما أكد عليه "أرنست ماخ" قائال 

V- نقد:هذه األطروحة تتجاهل أن طرق االستقراء ال يمكن أن تعّوض الفرضية نظرا لطابعها الحسي، بينما القانون 

VI-/التركيب: العلم ضرب من المعرفة الممنهجة فهو يدرس الظواهر المختلفة من أجل الكشف عن قوانينها وتاريخ العلم 

يؤكد أن أهم النظريات العلمية وضعها أصحابها باالعتماد على الفرضية ]نيوتن مثال يضع بحثه نصب عينيه 

وكان كثير التأمل[ من هذا المنطلق الفرضية الزمة ومشروعة قال "كانط} "ينبغي أن يتقدم العقل إلى الطبيعة 

ماسكا بيد المبادئ وباليد األخرى التجريب الذي تخيله وفق تلك المبادئ{ فالطرق االستقرائية التي وضعها 

"ستيوارت مل" غير كافية نظرا لطابعها الح ّسي فهي بحاجة إلى قوة الحدس العقلي قال "غاستون باشالر" }إن

التجربة والعقل مرتبطان في التفكير العلمي فالتجربة في حاجة إلى أن تفهم والعقالنية في حاجة إلى أن تطبق{ 

VII- الخاتمة :ومجمل القول أن المعرفة العلمية يتكامل فيها الموضوع والمنهج وعلى حد تعبير "جون المو" }العلم 

بناء{ غير أن خطوات المنهج العلمي لم تكن مسألة واضحة المعالم بل غلب عليها الطابع الجدلي فالموقف العقلي 

مثال تم ّسك بالفرضية فالعلم عندهم إبداع واإلبداع في حاجة إلى الخيال، على النقيض من ذلك الموقف التجريبي 

رفض الفرضية واقترح قواعد االستقراء غير أن منطق التحليل كشف لنا عن عدم كفاية هذه القواعد وتأسيسا 

}المعرفة العلمية تقوم على إنجاز تجربة مباشرة{.

العلمي إبداع.

فالفرضية ضرورية ال يمكن استبعادها من المنهج التجريبي.

على ذلك نستنتج:ال يمكن االستغناء عن الفرضية.

نص السؤال : الدرس : العلوم التجريبية والعلوم البيولوجية3

 هل يمكن تطبيق الحتمية في البيولوجيا ؟

 تطور العلم عندما آمن الباحث بأن الظواهر تخضع لنظام ثابت مجسد في مبدإ الحتمية لذا اتصفت الحقيقة العلمية 

باليقين نتيجة إخضاع الظواهر للتجربة ، هذا ما جعل بقية العلوم تنشد ذلك ومن بينها العلوم البيولوجية . لكن االختالف 

في الطبيعة جعل البعض يؤكد على استحالة تجسيد المبدأ الذي تعتمد عليه العلوم الفيزيائية في البيولوجيا ، هذا ما ولد 

جدل بين العلماء والمفكرين حول هذه المسألة . فهل يمكن تفسير الظاهرة البيولوجية من خالل مبدأ الحتمية ؟

القضية 11 : 

 يمكن تجسيد مبدأ الحتمية في البيولوجيا ذلك أن الظاهرة الحية ال تختلف عن الظاهرة الفيزيائية ألنهما يخضعان 

لنفس النظام القائم أساسا على الثبات و التكرار الشيء الذي يجعل الظاهرة الحية قابلة للتجريب وبالتالي التنبؤ بحدوثها 

في المستقبل نتيجة تكرار نفس الشروط ونفس النتائج وهنا يقول كلود برنار :" البد من التسليم كبديهية تجريبية بأن 

شروط وجود كل ظاهرة - سواء تعلق األمر بالكائنات الحية أو باألجسام الجامدة – هي محددة تحديدا مطلقا ، وهذا 

يعني بتعبير آخر أن الظاهرة إذا عرف شرطها وتوفر وجب أن تحدث من جديد دائما بالضرورة ، وذلك حسب إرادة 

ومعنى ذلك أن الظاهرة الحية قابلة للتحقيق والتفسير العلمي القائم على مبدأ الحتمية ، المرتبط بالضرورة القائمة على أنه 

كلما توفرة نفس الشروط تترتب عنها نفس النتائج ، وأنه عندما ال تعود الشروط واحدة فإن الظاهرة تتوقف عن أن تكون 

واحدة ، الشيء الذي يثبت أن مبدأ الحتمية مطلق سواء تعلق األمر بظواهر األجسام الجامدة أو ظواهر الكائنات الحية ، 

وال يمكن لتأثير الحياة أن يغير في القضية شيئا مهما كان الرأي فيه ، والتجارب التي قام بها كلود برنار على آكالت 

العشب إالّ دليل على ذلك } اقتن أرنب من السوق وعزل عنه العشب فتحول بوله إلى بول آكالت اللحوم ، وبعد ذلك 

منحه العشب فعاد إلى حالته الطبيعية ، ثم كرر التجربة عدة مرات فكان دائما يصل إلى نفس النتيجة ، حتى عندما انتقل 

إلى حيوان آخر من آكالت العشب ، فتوصل إلى الحكم التالي " كل آكالت العشب تتغذى على ما تدخره في بطونها من 

شحوم "{ هذه التجارب أثبتت أنه يجب أن تكون هناك حتمية في الظواهر الحية التي تنظمها ، ألن بدونها تكون قوة 

العالم التجريبي ، وما إنكار هذه القضية سوى إنكار للعلم ذاته ." 

عمياء ال تخضع لقانون وهذا أمر مستحيل . 

 مقاالت فلسفية 12

هذا ما جعل الفرق بين المادة الحية والجامدة في الدرجة ال في النوع أي أن المادة الحية تتطلب الدقة والمهارة ومن هنا 

أكد كلود برنار " خير طريقة ينبغي اعتمادها في علم الحياة هي الطريقة التجريبية " وهذا ما يؤكد أن العضوية عبارة 

عن نشاط آلي تشارك فيه كل األعضاء وعليه يكون العضو أسبق من الوظيفة ) عملية الهضم مثال تحدث بطريقة آلية 

هي الطريقة نفسها التي تتحكم في حدوث الظواهر الجامدة ، فتبدأ بدور القواطع والغدة اللعابية وصوال إلى دور 

األنزيمات التي تحلل المأكوالت ( ، فمعرفة وظيفة العضو تمكننا من معرفة النتيجة أو الظاهرة التي سوف تحدث ، لهذا 

يمكن اعتبار األعضاء بمثابة الشروط التي تتحكم في حدوث الظاهرة ، وبالتالي يصبح التنبؤ ممكن في الظواهر الحية 

بشرط أن تتوفر نفس األعضاء ، وإن حدث خلل في أحد األعضاء فإن الظاهرة ال تحدث ، وهذا هو مضمون التفسير 

العلمي يقول كلود برنار :" ينتج أن ظواهر الحياة ليست لها قوانين خاصة إالّ ألن ثمة حتمية صارمة في شتى الظروف

 وعليه يصبح التفسير الغائي تفسير فلسفي والعلم تطور عندما ابتعد عن الغائية ، ألن إنكار مبدأ الحتمية هو إنكار للعلم 

التي تشكل شروط وجودها أو تثير ظروفها وهذا أمر واحد ولكن بفضل التجريب فقط ... " .

) ال يمكننا القول بوجود علم البيولوجيا( 

 نقد الحجة : 

 الخصوصية التي تمتاز بها المادة الحية عن المادة الجامدة تثبت استحالة تطبيق مبدأ الحتمية في البيولوجيا ألن المادة 

الحية متغيرة وفريدة من نوعها متشابكة في عناصره ، وأكثر من ذلك فهي تهدف إلى غاية . 

القضية 12 : 

تفسير الكائن الحي ال يكون وفق مبدأ الحتمية بل وفق الغائية ألن الظواهر الحية ترجع إلى علم الروح دون تقيدها بأي 

حتمية ، وهذا ما ينفي تكرار الظاهرة بنفس الشروط ، فضال عن أن الروح كفكرة ميتافيزيقية يصعب علينا أو من 

المستحيل أن تجسد في الواقع ، وهذا دليل على أن أحد شروط الفرضية العلمية غير ممكن " يجب أن تكون الفرضية 

قابلة للتحقيق عن طريق التجريب " ،وهذا ما جعل المادة الحية تتميز عن المادة الجامدة بصفات أهمها الغائية باعتبار 

أن األنشطة العضوية التي يقوم بها الكائن الحي موجهة نحو تحقيق غاية معينة وهــي تحقيق التوازن العضوي " توازن 

الكائن الحي" أرسطو الحياة طبيعة ال تفهم إال عـلى ضوء التفسير الغائي . كما نجد أيضا من بين العوائق صعوبة 

تصنيف الظاهرة الحية كما هو الشأن في المادة الجامدة ،ألن كل كان حي ينطوي على خصوصيات ينفرد بها دون غيره 

وبالتالي صعوبة إخضاع الظاهرة الحية لمبدأ الحتمية الذي يمتاز بالمطلقية لهذا فالظاهرة الحية تمتاز بالفجائية الشيء 

الذي يطرح صعوبة التنبؤ بالظاهرة يقول برغسون " مع الحياة ظهرت الظواهر الفجائية التي ال يمكن التنبؤ بها ."

إضافة إلى ذلك نجد كل عضو وجد من أجل تأدية وظيفة معينة لهذا فالوظيفة سابقة وجودا للعضو ، وتكامل الوظائف 

هذه العوائق التي تمنع تجسيد مبدأ الحتمية فرضت عدم مصداقية التجربة ، ألن هذه األخيرة تتطلب العزل وهذا ما ال 

يمكن تحقيقه في المادة الحية ألنه ال يمكننا عزل العضو عن محيطه األصلي إلى االصطناعي وإال تصبح التجربة على 

المادة الجامدة ال الحية ،فال يمكننا مثال استئصال الغدة النخاعية دون أن نأخذ بعين االعتبار مفعول المخدر والصدمة 

يؤدي إلى حفظ التوازن والبقاء وهي غاية داخلية ، أما الخارجية فتتكون من عالقة الكائنات مع بعضها

النفسية 

نقد الحجة : 

 صحيح أن الظاهرة الحية تمتاز بالخصوصية إال أن التسليم بوجود الغائية في الحياة يبعد البحث عن التفسير العلمي 

لهذا اليمكن اعتماد الغائية كأساس للعلم ألن التفسير الغائي أقرب إلى التفسير الغيبي الميتافيزيقي منه إلى التفسير العلمي 

باعتبار الغائية عائقا أمام البحث العلمي . 

التركيب 

 إن اإليمان الكامل بمبدأ الحتمية في مجال الكائنات الحية ال ينفي وجود نوع من الغائية يتحقق وفقها االنسجام 

والتضامن بين األعضاء ، فلقد آمن كلود برنار بالحتمية في علوم الحياة لكنه لم ينكر الغائية حتى قال عنه رافسون " إن 

نظرية كلود برنار هي نظرية ما يسميه الميتافيزقيون بالعلة الغائية " فالبيولوجيا تعتمد على منهج علمي يخضع لمبدأ 

الحتمية دون التخلي عن الطبيعة الغائية ، وهنا يقول باسكال " إن الكائن الحي آلة حية من صنع هللا ترتبط أفعالها ارتباطا 

حتميا فكل وظيفة حية تتطلب وظيفة حية أخرى التي تنتهي إلى غاية ما تتمثل في توازن الجسم الحي . " وهذا دليل على 

أن الغائية ال تنفي الحتمية .

 حل المشكلة 

 يمكن القول في األخير أو على ما سبق ذكره أن الكائن الحي له طبيعة خاصة وأن علم الحياة يمكن أن يوجد دون أن 

يكون مضطر ألن يحل هذا المشكل المتمثل في الغاية ، فإذا كان القول بالحتمية ال ينكر القول بالغائية ، فإن التسليم أيضا 

بوجود الغائية في علم الحياة ال ينفي الحتمية بل يستلزم القول بها ، ألن التسليم بوجود الغائية وحدها ال يكفي بل البد من 

التعرف على خصائص التركيب الذي يمكن من تحقيق الغاية ، وهذا يعني أن أي ظاهرة تحدث في الكائن الحي مرتبطة بشروط ، وهذا يثبت أن تطبيق مبدأ الحتمية في البيولوجيا يتطلب نوع من الدقة فقط حتى نتمكن من تفسيرها تفسيرا 

علميا.

فند أطروحة "بونوف "القائلة: "ليس من الغريب إطالقا إثبات أن البيولوجيا التحليلية)التشريحية(تقضي عمليا على 

موضوع دراستها" الدرس: العلوم التجريبية والبيولوجية4

إن التطور الذي عرفه المنهج التجريبي في مجال الدراسات البيولوجية في العصر الحديث نتج عنه اعتقاد شائع أن 

الظاهرة الحية مثل الظواهر الجامدة يمكن إخضاعها للتجريب وفهمها فهما دقيقا ودون أية صعوبة وال أي مشكلة إال أن 

بعض المفكرين ومن بينهم "بونوف"ذهب إلى إثبات العكس قائال :" إن البيولوجيا التحليلية تقضي عمليا على موضوع 

المقدمة وطرح المشكلة:

دراستها "وطلب مني إبطال هذه األطروحة فكيف يمكن لي تحقيق ذلك؟

محاولة حل المشكلة : طريقة استقصاء بالرفع

 1ـ عرض منطق األطروحة :

تحليل مقولة بونوف"ليس من الغريب ............دراستها " منطقها يتمثل في االعتراض على تطبيق المنهج التجريبي 

المبررات :طبيعة الظاهرة البيولوجية كونها تتميز بخصائص معقدة ومختلفة على الظواهر الجامدة فنجد صعوبات منها 

: صعوبة التجريب ألن الظاهرة الحية من طبيعة معقدة ومتشابكة في أجزائها وعناصرها فمن المستحيل عزل عنصر 

بمفرده لدراسته وحده وأي محاولة للتفكيك والتحليل سيقضي على الظاهرة الحية نفسها فتعطل وظيفتها وتتوقف حياتها 

يقول كوفي :"إن سائر أجزاء الجسم الحي مرتبطة فيما بينها فهي ال تستطيع الحركة بقدر ما تتحرك كلها معا والرغبة 

في فصل جزء من الكتلة معناها نقله إلى نظام الذوات الميتة ومعناها أيضا تبديل ماهيته تبديال تاما " مثال القيام بعملية 

على الظواهر الحية

جراحية على القلب.

 2ـ إبطال األطروحة بحجج شخصية :

إن الذين قللوا من أهمية الدراسات العلمية في مجال البيولوجيا بحجة صعوبة التجريب على الظاهرة الحية موقف فيه 

مبالغة سلبية وصلت إلى حد النفي لكل دراسة تجريبية ممكنة .إال أن التطور الذي عرفته العلوم البيولوجية بعد اكتشاف 

الوسائل واألجهزة والتقنيات العلمية المتطورة وظهور التخصصات في مجال" بيولوجيا اإلنسان والحيوان والنبات 

"استطاع العلماء تدليل هذه الصعوبات وتجاوزها ،وخير دليل على ذلك العالم البيولوجي "كلود بيرنارد"الذي يعود له 

الفضل في إدخال المنهج التجريبي إلى البيولوجيا ،وقام بتجارب علمية حقق نجاحات واسعة منها :تجربته على 

البنكرياس ،ومن بعده أيضا العالم "باستور"وتجاربه البارعة على البيكتيريا .، كما أ ن الطب الحديث في ميدان 

"زراعة األعضاء"والقيام ببتر األعضاء من جسم الكائن الحي ووضعها في سائل بغرض بقائها حية ثم نقلها إلى جسم 

آخر بعد فحوصات دقيقة.

 3ـ نقد أنصار األطروحة :

تعتبر النزعة اإلحيائية في البيولوجيا )هنري برغسون ،بونوف،أرسطو .....( هؤالء الفالسفة بنزعتهم الفلسفية 

الروحانية أنكروا الدراسة التجريبية على الظواهر الحية واستبعدوا فكرة إخضاعها لمبدأ الحتمية والتجريب مبررين 

ذلك على أنها ظواهر فيها "الروح"كغاية تجعلها حية ،إال أن هذا التفسير الميتافيزيقي مؤسس على اعتبارات ذاتية 

وغامضة بعيدة عن التفسيرات العلمية الموضوعية ولعل هذا السبب هو الذي جعل الدراسات البيولوجية تتراجع.

خاتمة وحل المشكلة : نستنج في األخير أن األطروحة القائلة "ليس من الغريب ........................دراستها " 

أطروحة فاسدة وليمكن األخذ برأي مناصريها...........

السؤال : الدرس: العلوم اإلنسانية والعلوم المعيارية

 مقاالت فلسفية 14

هل يمكن دراسة الظاهرة اإلنسانية دراسة علمية ؟

 إن التطور الذي عرفته العلوم التجريبية في العصر الحديث نتيجة اعتمادها على التجربة كمصدر لليقين سعت مختلف 

العلوم األخرى إلى محاولة تجسيد الدراسات العملية على مختلف الظواهر التي تدرج ضمنها ، ومن بين هذه العلوم نجد العلوم 

اإلنسانية ، ونتيجة اختالف الظاهرة الطبيعية عن اإلنسانية أصبحت مسألة دراسة الظاهرة اإلنسانية دراسة علمية غير ممكنة ، 

وفي مقابل ذلك نجد أن الميزة التي امتازت بها فرضت خصوصية ومنهج منظم يمكن الظاهرة اإلنسانية من التحقيق العلم ، 

التناقض الموجود بين التصورين فرض جدال ونقاش بين الفالسفة والعلماء .

فهل يمكننا اإلقرار بإمكانية خضوع الظاهرة اإلنسانية للتحقيق العلمي ؟

 ال يمكن دراسة الظاهرة اإلنسانية دراسة علمية ، ذلك أن هذه األخيرة تمتاز بجملة من الخصائص والمميزات التي 

تجعلها تختلف عن الظاهرة الطبيعية مما أدى إلى وجود عدة عوائق تصادف الباحث عند محاولته دراسة أي ظاهرة إنسانية 

فالظاهرة التاريخية مثال تختلف عن المادية لهذا نجد بعض المفكرين يظنون أن التاريخ ال يمكنه أن يكون علما كغيره من العلوم 

منهم وليام دلتاي وكروتشه نتيجة العوائق التي تصادف المؤرخ كون الحادثة التاريخية حادثة إنسانية : أي أنها تتعلق بما يحدث 

لإلنسان فقط ، ألن التاريخ ال يدرس ماضي الظواهر الطبيعية بل الظواهر اإلنسانية من حيث أنها حوادث محددة بالزمكان " 

إذا تمكن أصحابها من التأثير على سير

الحوادث إما عن طريق إحداث تقاليد جديدة كما يحدث ذلك في الفن والعلم والدين ، وإما عن طريق توجيه الجماعات كما يفعل 

ذلك رجال الحكم والزعماء . أي أن الحادثة ال تكون تاريخية إالّ ره مهما كان هذا المجتمع كبير أم إذا شمل صداها مجتمعا بأس

صغير . إضافة إلى أنها حادثة تعرف بطريقة غير مباشرة على خالف المالحظة الطبيعية التي تتم بطريقة مباشرة وبالتالي يمكن 

التجريب عليها ، لهذا فهي – اإلنسانية – غير قابلة ألن تحدث مرة جديدة بطرق اصطناعية ، كما أنها غير قابلة للتكميم ذلك أن 

المؤرخ ال يمكنه أن التأكد من صحة افتراضه عن طريق التجربة العلمية ، أي أنه ال يستطيع مثال أن يحدث حربا "تجريبية " 

حتى يتأكد من افتراضاته ، وبالتالي استحالة الوصول إلى قوانين عامة ، وهذا ما من شأنه أن يمنعنا من التنبؤ بحدوث الظاهرة 

في المستقبل . وما يؤكد استحالة دراسة الحادثة التريحية دراسة علمية هو صعوبة تحقيق الموضوعية ألن المؤرخ إنسان 

أن يكتب التاريخ إالّ ينتسب إلى عصر معين ومجتمع معين ، فهو ال يستطيع -على الرغم من اجتهاده في أن يكون موضوعيا -

طبقا للواقع الذي يحياه ، فيعيشه من خالل قيمه واهتماماته ، وتربيته ، فالمواطن الجزائري الذي يكتب عن تاريخ فرنسا قبل 

2691 ليس هو المواطن الذي يكتب عنه بعد هذا التاريخ ، ذلك أن الماضي يعاد بناؤه ، كما أننا ال نستطيع أن نطلب من 

 ومن جهة أخرى نجد أن الظاهرة االجتماعية تستحيل فيها أيضا الدراسات العلمية نتيجة الخصائص التي تمتاز بها والتي 

جعلتها تختلف عن الظاهرة اإلنسانية ،هذا ما حاول أن يؤكد عليه العديد من الفالسفة من بينهم كارل مانهايم ماكس فيبر ، 

وماكس شيلر . فهي ليست اجتماعية خالصة أي أنها تنطوي على خصائص بعضها بيولوجي وبعضها نفسي ، لهذا اعتقد البعض 

أنها تلحق بالدراسات البيولوجية ما دام الذي يميزها ال يختلف كثيرا عن الظواهر الحيوية أو البيولوجية وما يميزها من قوانين 

تخضع له أيضا ظواهر المجتمع ، ويميل البعض إلى أنها تلحق بالظواهر النفسية ألن ما تنطوي عليه من خصائص يتفق إلى حد 

كبير مع ما تقوم عليه الحادثة النفسية ، ويتجه صنفا آخر إلى تفسيرها تفسيرا تاريخيا ألنها ال تكاد تتطور في الزمان والمكان 

حتى تدخل في الماضي . كما أنها ظاهرة إنسانية ال تشبه الظواهر الطبيعية ، فهي مرتبطة بحياة اإلنسان ن وهذا األخير متغير ال 

تتحكم فيه الحتمية التي تخضع لها الظواهر الطبيعية ، وبالتالي ال يمكن ان تخضع للبحث العلمي ، كون اإلنسان يملك حرية 

اإلرادة في التصرف ، فالزوج مثال في مستطاعه أن ال يطلق زوجته بالرغم من حضور األسباب المهيئة للطالق . هذا ونجد 

أيضا الظاهرة االجتماعية ظاهرة خاصة وليست عامة ألنها تتعلق بالفرد ، وما هو خاص ال يكون قابل للدراسة من الخارج 

بفضل التحليل والتجريد ، وهذا ما يجسد الدراسات الذاتية في الدراسات االجتماعية ، الشيء الذي جعل هذه األخيرة كيفية ال 

كمية أي قابلة للوصف ال التقدير الكمي يقول جون ستيوارت ميل :" إن الظواهر المعقدة والنتائج التي ترجع إلى علل وأسباب 

الزمان والمكان " ال يمكن تكرارها ومالحظتها من جديد لهذا ال يمكن فصلها عن الزمان والمكان الخاصان بها وإالّ

صفتها التاريخية . كما أنها حادثة اجتماعية ألن الحوادث الفردية ال تكون تاريخية إالّ

االشتراكي أن يعطينا دراسة موضوعية حول الرأسمالية .

متداخلة ومركبة ال تصلح أن تكون موضوعا حقيقيا لالستقراء العلمي المبني على المالحظة والتجربة ." 

 مقاالت فلسفية 15

ومن العوائق التي تصادف عالم االجتماع عند دراسته للظاهرة االجتماعية نجد صعوبة تحقيق الموضوعية كما هو الشأن في

الظواهر الطبيعية ، وهنا يؤكد أحد العلماء وهو جبسون gibson على أن تحقيقها الكامل في العلوم 

االجتماعية يعتبر مثال أعلى يصعب تحقيقه ،ألن الباحثين االجتماعيين هم أفراد يعيشون في مجتمعات يتفاعلون مع أوضاع 

الحياة القائمة ، ويقبلون ألوانا معينة من أساليب التفكير والسلوك القائمة في مجتمعاتهم ، ومن ثمة هناك عوامل قد تنأى بهم عن 

الموضوعية فالمركز الذي يشغله اإلنسان والطبقة التي ينتمي إليها والعصر الذي يعيش فيه قد تؤثر فيما يتوصل إليه من نتائج أو 

فيما يصدره من أحكام ، وبالتالي ال يمكن للعلوم اإلنسانية أن تتخلص من أثار اإليديولوجيا هذه العوائق كلها أدة إلى استحالة 

تطبيق التجربة على الظاهرة اإلنسانية ، الشيء الذي يقف كعقبة أمام الوصول إلى قوانين عامة تفسر حقيقتها ، وبالتالي صعوبة 

أما إذا جئنا إلى الحياة النفسية نجد الظاهرة النفسية لها هي األخرى جملة من الخصائص التي جعلتها تختلف عن الظاهرة الجامدة 

، الشيء الذي ولد عدة عوائق أمام علماء النفس باعتبار علم النفس علما يعنى بدراسة الحوادث والحاالت النفسية للكشف عن 

قوانينها بعيدا عن النفس كجوهر ميتافيزيقي هذا ما حاول أن يؤكد عليه برغسون ووليام جيمس واهم العوائق التي تصادف 

موضوع غير ثابت وال يعرف مكان محدد كما هو الشأن في ظواهر الطبيعة ، فال مكان للشعور وال محل لإلنتباه وال حجم 

للتذكر أو الحلم ، ألن الحوادث النفسية تمتاز بالديمومة والحركية وال تبقى على حالها في زمنين متواليين لهذا فإن تطبيق المنهج 

التجريبي عليها يعني القضاء على ديمومتها ، ودراستها كماض ال كحاضر ، أي كشيء ثابت جام ال ظاهرة حية . كما نجد أيضا 

الظاهرة النفسية تمتاز بشدة التداخل واالختالط بحيث يشتبك فيها اإلدراك مع اإلحساس ، والذكاء مع الخيال ، واالنتباه مع 

االرادة ... ، دون نسيان أنها حادثة كيفية لذلك فهي قابلة للوصف وال يمكن قياسه مثل الظاهرة الطبيعية كأن أقول إن شعوري 

يقدر بمائة كلم كما أن اللغة المستعملة تعجز أحيانا عن وصف كل ما يجري بداخل النفس ، فضال عن تدخل الالشعور نتيجة 

صدور من الفرد سلوكات وأفعال ال يعي أسبابها . إضافة إلى ذلك نجد الظاهرة النفسية حادثة شخصية داخلية ال يعرفها إالّ

التنبؤ .

الباحث أو الدارس نذكر من أهمها ما يلي : 

صاحبها ، كما أننا ال نجد نفس الحالة الشعورية عند جميع األفراد وحتى إن كان الموضوع المشعور به واحد .

النقد 

 لكن إذا كانت هذه العوائق – سواء التي تتعلق بالموضوع أو الذات – تحول دون تطبيق المنهج التجريبي في الظاهرة أو 

الحادثة التاريخية بشكل ، فإن هذا ال يعني البتة أنه ال يمكن دراستها دراسة علمية لجعل التاريخ علما قائما بذاته ، فإذا كان 

االستقراء التجريبي هو األنسب لدراسة علوم المادة فإن العوائق اإلبستيمولوجية التي صادفته أدت إلى استحداث منهج يسمح 

بدراسة الحادثة التاريخية دراسة علمية ، ويعتبر ابن خلدون السباق إلى رسم منهج واضح المعالم يمكننا من دراسة الحادثة 

التاريخية ويفسرها أي أنه لم يكتف بمجرد نقلها واإلشارة إلى مكان حدوثها من عدمه ، بل تجاوز ذلك إلى تفسيرها وربطها 

 يمكن دراسة الظاهرة اإلنسانية دراسة علمية بشرط تكييف المنهج العلمي وخطواته وفق ما يتماش مع طبيعة الظاهرة 

المدروسة ففي الظاهرة التاريخية مثال نجد ابن خلدون يؤكد على امكانية تحقيق الموضوعية فيها ، وذلك من خالل منهج قائم 

أوال : جمع المصادر: والتي يمكن أن نميز فيها نوعين من المصادر التاريخية " إرادية وغير إرادية " فالمصادر اإلرادية تتمثل 

في تلك األثار والوثائق التي أنجزها اإلنسان واحتفظ بها قصد تأريخ الحادثة وإخبار اآلخرين بها كالمجالت والصحف ، ورسائل 

القادة التاريخية ، ونصوص االتفاقيات والروايات والمعاهدات المختلفة ، والقصص الواردة في القرآن الكريم ، واألحاديث 

المصادر الغير إرادية : تتمثل في مختلف المصادر واآلثار التي تركها اإلنسان عن غير قصد ، والتي فرضتها الحاجة إليها ، 

كالحصن واألبراج واألسلحة التي تم تشييدها من أجل الحماية والدفاع عن النفس أو الدولة والمملكة ، إضافة إلى النقود مثال 

 هذه العملية على حد تعبير ابن خلدون مشروطة بمعرفة طبائع العمران، فال يصح مثال أن يتحدث باحث على ما يصطلح عليه 

اليوم " حرب المدن أو الشوارع " في سياق حديثه عن حروب ومعارك تنتمي إلى العصور الوسطى أو القديمة ، بمعنى أن 

معرفة طبائع العمران طريق إلى معرفة إمكانية حدوث الواقعة من عدمها يقول ابن خلدون في حديثه عن الكيفية التي يتعامل بها 

بعللها أسبابها 

على مجموعة من الخطوات تتجسد من خاللها خطوات المنهج التجريبي والقائمة أساسا على : 

النبوية الشريفة ... إلخ .

التي صنعت لتسهيل التعامل والتبادل التجاري .

 مقاالت فلسفية 16

مع الخبر :" ... إذا اعتمد فيها على مجرد النقل ولم تحكم أول العادة وقواعد السياسة وطبيعة العمران واألحوال في االجتماع 

اإلنساني، وال قيس الغائب منها بالشاهد والحاضر بالذاهب فربما لم يؤمن فيها من العثور و مزلة القدم والحيد عن جادة الصدق 

11 - مرحلة النقد :

بعد جمع المصادر يجب على المؤرخ تفحصها ونقد الوثائق كلها ، وعليه أن يعتبر "كل وثيقة مدانة حتى تثبت براءتها" أي عليه 

أن يشك في أمانة وصحة األخبار التي تتضمنها كل وثيقة حتى يتمكن من الكشف عن كل مبالغة وتزييف أو 

تحريف فيها ، وفي هذه المرحلة يميز المؤرخون بين نوعين من النقد " الخارجي والباطني " 

أ – النقد الخارجي أو المادي :

 يتناول شكل الوثيقة الخارجي ومادتها حتى يتأكد من حقيقتها وأصلها إذ قد تكون الوثيقة التي تسقط بين يديه صورة محرفة 

للوثيقة األصلية الحقيقية ، فإذا كانت هذه الوثيقة مثال رسالة عليه أن يدرس الورق المستعمل ، والحبر والخط ، واألسلوب 

واإلمضاء ... إلخ وفي هذا المجال يستعمل المؤرخ تقنيات وطرق علوم أخرى كالكيمياء وعلم اآلثار ،وعلم الخط ....،إلخ ، فمن 

الال منطقي مثال أن يأخذ الباحث أو المؤرخ بوثيقة كتبت باآللة الراقنة كشاهد حي على حادثة 

وقعت في زمان لم يبلغ بعد لمستوى هذه التكنولوجيا ، وهذا يعني أن نوع الخط يكون موضوع نقد من قبل الباحث بغض النظر 

عن تفحص نوع المادة كنوع الورق او الحبر . وإذا كان هذا المصدر نقود أو سالحا أو أوسمة وجب على المؤرخ تفحص نوع 

المعدن ، طبيعة او نوع المواد الكيمياوية إذا كان المصدر من اآلثار الفنية أو القديمة . 

النقد الباطني " الداخلي " : 

 يختبر مدى صحة مضمون الوثيقة وذلك بمقارنتها بوثائق أخرى ذات منابع مختلفة فيكشف عن وجه االختالف واالتفاق ثم 

يقوم بدراسة شخصية صاحبها قصد معرفة العوامل المختلفة التي قد تؤثر فيه وتدفعه إلى الكذب ، وقد حدد إبن خلدون في كتابه 

التشيع آلراء المذاهب " مناصرة قضية أو مذهب " فإن النفس إذا كانت على حال من االعتدال في قبول الخبر أعطته حقه من 

التمحيص والنظر حتى تتبين صدقه من كذبه ، وإذا استسلمت وتشيعت لرأي او نحل ٍة قبلت ما يوافقها من األخبار ألول وهلة ن

المقدمة أسباب كذب الراوي وحصرها فيما يلي : 

وكان ذلك الميل والتشيع غطاء على عين بصيرتها عن االنتقاد والتمحص فتقع في قبول الكذب ونقله 

الذهول عن المقاصد " السهو ، التغافل والخروج عنه " فكثيرا من الناقلين ال يعرف القصد بما عاين او سمع وينقل الخبر على 

الجهل بتطبيق األحوال على الواقع " الخروج عن سياق الخبر " ألجل ما يداخلها من التلبس والتصنيع فينقلها المخبر كما رآها 

التقرب إلى أصحاب التجلة والمراتب " أصحاب الجاه واالعتبار " بالثناء والمدح وتحسين األحوال وإشاعة الذكر بذلك ، 

الجهل بطبائع األحوال العمراني ، فإن كل حادث من الحوادث ذاتا كان أو فعال ال بد له من طبيعة تخصه في ذاته يعرض له من 

أحواله ، فإذا كان السامع عارفا بطبائع الحوادث واألحوال في الوجود ومقتضياتها أعانه ذلك في تمحيص الخبر على الصدق من 

وفي هذه المرحلة من النقد يتحول المؤرخ إلى خبير نفسي يثبت درجة مصداقية صاحب الوثيقة ومدى اطالعه على األخبار 

الثقة بالناقلين وتمحيص ذلك يرجع إلى التعديل والترجيح .

ما في ظنه وتخمينه ن فيقع في الكذب ومنها توهم الصدق 

وهي التصنع على غير الحق في نفسه .

فالنفوس مولعة بحب الثناء والناس متطلعون إلى الدنيا وأسبابها من جاه أو ثروة .

الكذب .

والمنابع التي استقاها منها . 

 10 – المرحلة التركيبية للحادثة التاريخية : 

 بعد االنتهاء من التدقيق والتمحيص للمصادر عن طريق النقد يلجأ المؤرخ بعد هذا إلى محاولة تركيب األحداث ترتيبا مكانيا 

و زمانيا وتنسيقها مع مراعات العالقة القائمة بينها آلن األحداث المشتة المنعزلة ال تعطينا علما تاريخيا وإذا ما وجد في ترتيبها 

 مقاالت فلسفية 17

بعض الفجوات أو أحداث تاريخية غير موجودة يلجأ إلى ملئها بافتراضاته واستنتاجاته الخاصة المستوحاة من الحقائق التي 

تحدثت عنها تلك الوثائق ، وعليه في األخير أن يقيم الحادثة وأن يبرز مدى أهميتها وتأثيرها في مجرى الحياة االجتماعية . 

 أن هذا ال

يعني تجسيد التجربة العلمية ما دامت الظاهرة التاريخية تمتاز بخصائص مخالفة للظاهرة الطبيعية ، كما أن اعتماد المؤرخ على 

الفرض لمأل الفجوات يجعل التفسير ذاتي وقد تنحرف الحادثة عن المعنى المقصود لها ، وهذا ما من شأنه أن يؤدي إلى انحراف 

 أما إذا جئنا إلى دراسة الظاهرة اإلجتماعية دراسة علمية نجد ابن خلدون من األوائل الذين عملوا على فهم الظواهر 

االجتماعية ودراستها دراسة تجريبية وتجاوز العوائق التي تصادف ذلك ، وأطلق على هذا العلم إسم " عمران العالم " ، ثم جاء 

بعده أوغيست كونت زعيم الفلسفة الوضعية وكان هو أول من استعمل اسم " علم االجتماع " وبعد ذلك تناول إيميل دوركايم 

الظاهرة االجتماعية من خالل دراستها دراسة تجريبية قائمة أساسا على تحديد خصائصها ، والعوامل التي تتحكم فيها وأهم 

* صحيح أن هذه الدراسة المقارن التي أكد عليها ابن خلدون من شأنها أن تحقق الموضوعية ولو بنسبة معينة إالّ

الحادثة التاريخية عن مقاصدها وبالتالي تحريفها . 

الخصائص :

الظاهرة االجتماعية خارجة عن شعور األفراد ، ذلك أنهم ليسوا هم من خلقها ، ألن الفرد يولد ويجد المجتمع كامال أمامه بعاداته 

وأعرافه وقوانينه وهو يخضع لها فالدين مثال سابق عن وجود الفرد المؤمن فهو يجده تام التكوين منذ الوالدة ،يقول دوركايم ": 

لما كان هذا العمل المشترك يتم خارج شعور كل فرد منا فإنه يؤدي بالضرورة إلى تثبيت وتكريس بعض الضروب الخاصة من 

السلوك والتفكير ، وهي تلك الضروب التي توجد خارجة عنا ، والتي ال تخضع إلرادة أي فرد منا على حدة ." أي أن دوركايم 

يؤكد على أن علم اإلجتماع ما كان له أن يوجد إالّ عندما شعر المفكرين بأن الظواهر االجتماعية أشياء ذات وجود حقيقي وبأنه

يمكن دراستها حتى وإن لم تكن أشياء مادية بمعنى الكلمة . يقول دوركايم :" إن الظواهر اإلجتماعية أشياء ويجب أن تدرس 

على أنها أشياء ، وإذا أردنا البرهنة على صدق هذه القضية فلسنا في حاجة إلى دراسة طبيعة هذه الظواهر دراسة فلسفية ". 

ويوضح دوركايم معنى الشيئية بقوله :" إننا ال نقول في الواقع أن الظواهر االجتماعية أشياء مادية ، ولكننا نقول إنها جديرة بأن 

توصف بأنها كالظواهر الطبيعية تماما ... ، ومعنى أن نعتبر الظواهر االجتماعية على أنها أشياء هو دراستها بنفس الطريقة التي 

تدرس بها الظواهر الطبيعية ، أن نتحرر من كل فكرة سابقة حول هذه الظواهر ، وأن تأتي معرفتنا بها من الخارج عن طريق 

المالحظة والمشاهدة ، وليس من الداخل عن طريق التأمل واالستبطان ، وليس معنى أننا نعالج طائفة خاصة من الظواهر على 

أنها أشياء هو أننا ندخل هذه الظواهر في طائفة خاصة من الكائنات الطبيعية ، بل معنى ذلك أننا نسلك حيالها مسلكا عقليا خالصا 

، أي أننا نأخذ في دراستها وقد تمسكنا بهذا المبدأ اآلتي ، وهو أننا نجهل كل سيء عن حقيقتها ، وأننا ال نستطيع الكشف عن 

خواصها الذاتية وعن األسباب المجهولة التي تخضع لها عن طريق المالحظة الداخلية مهما بلغت هذه الطريقة مبلغا كبيرا من 

الدقة . وهكذا يعتبر دوركايم أن التحرر من كل فكرة سابقة وتفسير االجتماعي باالجتماعي واعتبار الظواهر االجتماعية كأشياء 

هي مقومات األسلوب العلمي الوضعي القائم على الوصف والتحليل ومنطق المقارنة ، فال يقيم وزنا للتخيل والتأمل واالستبطان 

كما نجده أيضا تماتز بأنها ظاهرة إلزامية جبرية ، واألفراد والجماعات ملزمون بتطبيقها ومن يخالفها يتعرض للعقاب يقول 

دوركايم :" لست مجبرا على استخدام اللغة الفرنسية كآدات للتخاطب مع أبناء وطني ، ولست مضطرا إلى استخدام النقود 

أن أستخدم هذه النقود ولو حاولت التخلص من هذه الضرورة لباءت أن أتكلم هذه ا

هذا ونجدها ظاهرة جماعية تتمثل فيما يسميه دوركايم بالضمير الجمعي ، أي انها ال تنتسب ألي فرد من األفراد وال إلى جماعة 

كما تمتاز بأنها حادثة تاريخية تعبر عن لحظة من لحظات تاريخ االجتماع البشري ، فالعادات والمعتقدات والشرائع التي يتناقلها 

الداخلي واآلراء الذاتية . 

للغة وإالّ

الرسمية ، ولكن ال أستطيع إالّ

محاولتي بالفشل ." 

من األفراد ، فهي تلقائية عامة يشترك فيها جميع األفراد ، وتتكرر مدة طويلة من الزمن . 

النشء عن األجداد هي أساس التراث االجتماعي 

وهكذا توصل دوركايم إلى محاولة تفسير الظاهرة االجتماعية تفسيرا وضعيا علميا مبتعدا عن الدراسات الفلسفية . 

 أما فيما يخص الظاهرة النفسية فترتبط الدراسات العلمية في مجال الدراسات السيكولوجية بإمان علماء النفس بان 

الموضوعية ليست حكرا على العلوم التجريبية ، وقد كانت للفيزيولوجية آثارا على علم النفس ، وتجسدت المبادرة األولى مع 

 مقاالت فلسفية 18

المدرسة السلوكية بزعامة األمريكي واطسن الذي استفاد من التجارب التي قام بها العالم الفيزيولوجي الروسي بافلوف المتمثلة 

 " أخذ بافلوف كلبا وأجرى عليه عملية تشريحية بعد أن ثبت أطرافه كلها ، وأحظر أدوات اللتقاط قطرات اللعاب وقياس مقداره 

، فكان يقدم له الطعام ليستثير سيالن اللعاب ، والحظ أن هذ األخير – اللعاب- يأخذ في السيالن عند الحيوان بمقدار معين عندما 

يضع على لسانه قطعة من اللحم المجفف ، وكان في الوقت الذي يقدم فيه الطعام يقرع الجرس ، وبعد أن كرر التجربة مرات 

الحظ أن قرع الجرس وحده كفيل باستثارة سيالن اللعاب ، وقد اختار مصطلح المنعكس الشرطي ليؤكد وجود منعكس تكون فيه 

االستجابة مرتبطة بمؤثر ، وقد سمى بافلوف دراسته هذه بفيزيولوجيا الدماغ ." هذه المبادرة التي قام بها بافلوف أثارت اهتمام 

الباحثين السيكولوجيين في فهم كل عمليات التعلم من عادة وتذكر وإدراك ، الشيء الذي فتح أفاق جديدة في دائرة الدراسات 

النفسية مع واطسون الذي رفض أن يعنى علم النفس بدراسة المفاهيم الفلسفية والتأملية كالشعور ،والتفكير والعقل داعيا إلى 

حذف االستبطان باعتباره المنهاج المعتمد في دراستها ، وأن كل ما قام به التركيبيين هو أنهم استبدلوا كلمة الروح الميتافيزيقية 

بكلمة الشعور التي تحاكيها غموضا وتماثلها في أنها غير محسوسة وغير قابلة للقياس الشيء الذي جعل الشعور غير قابل 

للدراسة العلمية ،يقول واطسون ": إن علم النفس كما يرى السلوكي فرع موضوعي وتجريبي محض من فروع العلوم الطبيعية 

هدفه النظري التنبؤ عن السلوك وضبطه " ... " ويبدو أن الوقت قد حام ليتخلص علم النفس من كل إشارة إلى الشعور ."هذا ما 

جعل واطسون يدعو إلى أن تكون مهمة علم النفس دراسة السلوك باعتباره استجابة أو رد فعل على المنبهات التي تنصب عليها 

في : 

من 

جهة والتنبؤ بالسلوك وضبطه من جهة أخرى ، فالسلوك كما هو معروف أفعال قابلة للمالحظة والقياس ،وهو ما يجعله أساسا 

صالحا ألن يكون ألن يكون موضوعا لعلم النفس " فإذا لم تكن قادرا على رؤية ما تدرسه وتقيسه إن َسهُ" ، كما أكد واطسون على

قيمة البيئة في السلوك وتشكيله وقلل من شأن السلوك الغريزي إن لم ينفه إطالقا ،فاإلنسان ُصنعة البيئة والتنشئة حتى إنه بضبط

النتائج التي وصلت إليها الطريقة السلوكية فتحت أفاقا جديدة في مجال الدراسات النفسية وظهرت مناهج متعددة لتفسير الحادثة 

النفسية ، وتوسعت ميادين علم النفس " علم النفس الطفل ، االجتماع ، الحيوان ، ... إلخ " فتمكن علم النفس من تجاوز العقبات 

البيئة والتحكم فيها يمكن أن يجعل المربي من أي طفل أي شخصية يريد لهذا فإن التعلم أهم عامل محدد للسلوك .

والعوائق وبلوغ الموضوعية وظهرت فيه المناهج والنماذج التفسيرية الحديثة .

 النقد 

 هذه الدراسات التي قام بها العلماء سواء في الظاهرة التاريخية أو االجتماعية وحتى النفسية جعلت العلوم اإلنسانية تتغنى 

بالصفة العلمية لكن تحقيق الموضوعية في الظاهرة التاريخية غير قابل للتحقيق ألن التجرد من العواطف في دراسة التاريخ 

صعب المنال واألخذ بالمبادرة الشخصية أم ممكن واضطراري ألنه إنسان له مشاعر يشارك بها غيره .الشيء الذي يفتح المجال 

لالجتهاد الشخصي ، وما لجوء المؤرخ إلى خياله لمأل الفجوات التي تصادفه عند بناء الحادثة التاريخية وترتيبها إالّ دليل على

 كما أن النظر إلى الظاهرة االجتماعية من الخارج يمكن من الوصل إلى حقيقتها ، لكن ما يعاب على دوركايم هو عدم تمييزه 

بين الظاهرة الفيزيائية والظاهرة االجتماعية ، ذلك أنهما ليسا من طبيعة واحدة ، فالظاهرة الشعورية ليست هي نفسها ظاهرة 

انصهار المعادن ، كما الظاهرة االجتماعية ليست خاصة . إضافة إلى ذلك رغم الجهود التي بذلها علماء النفس في المجال 

المنهجي ، ألن النتائج التي توصلوا إليها ليست ثابتة ، كما أن الحادثة النفسية ليست سلوك يتم بطريقة آلية خاضعة لتأثير المنبه ، 

ألنه شعور ال سلوك ، وهذا األخير ال يمكن دراسته دراسة كمية قابلة للقياس ، ألنه يُعَرف وال يُعَرف ويمتاز بالديمومة ال

عدم تحقيق الموضوعية ، ألن العاطفة سوف تتدخل هنا .

االنفصال

التركيب 

 وعليه يمكن القول إن الباحث في العلوم اإلنسانية ال بد أن يكون متأثرا بأحواله الخاصة سواء كان عالما في التاريخ أو علم 

النفس او علم االجتماع نتيجة الخصوصية التي تمتاز بها أي ظاهرة مرتبطة بهذه الظاهرة ، لكن في مقابل ذلك نجد أن المنطق 

العلمي الحديث أعطى للظواهر اإلنسانية ميزة علمية من شأنها أن تضع هذه األخيرة في مصف العلوم ألنها لم تعد ترفا فكريا 

وثقافيا يمكن االستغناء عليه ،كون العلوم اإلنسانية أصبحت لها أهمية قصوى في عالمنا الراهن والذي طغت عليه المادة ، ذلك 

أن اإلنسان أبح بإمكانه معرفة نفسه بنفسه ، وتحقيق الرفاهية والتقدم بالبحث عن مشكالت اإلنسان ووضع حلول إيجابية لها .

 مقاالت فلسفية 19

 في األخير يمكن القول أن الدراسات العلمية على الظاهرة اإلنسانية مرتبطة بالمنهج المتبع وتكييفه حسب الطبيعة 

الظاهرة اإلنسانية ، وبالتالي يمكن للدراسات القائمة في مجال العلوم اإلنسانية من أن تخلع على نفسها صفة العلم بالمفهوم الذي 

ينطبق مع خصوصيات ميدانها ، الشيء الذي جعلها – العلوم اإلنسانية – تبرهن على أنها قادرة على تجسيد صفة الموضوعية 

ولو بنسبة معينة على مستوى معرفة اإلنسان لنفسه وتعزيز هويته والرضا بتعايشه مع غيره انطالقا من الماضي كقاعدة أساسية 

تحليل النص الدرس : المذاهب الفلسفية2

النص:)هناك ثالثة أنماط من نظرية المعرفة ، مما يطلق عليه اليوم كلمة "مثالي" ونستطيع أن نفرق بينهما بأن أحدها هو 

النمط المستند إلى اإلدراك الحسي ، وتمثله نظرية بركلي ، وثانيها هو النمط العقلي ، وثالثها هو النمط المنطقي ، والفرق 

بين األول والثاني إنما ينشأ عن إقحام فلسفات كونية مثالية ، إقحاما يؤدي إلى الفصل الذي ناقشناه فيما سبق – بين ما يدرك 

في التجربة إدراكا حسيا ، وبينما تتكون فكرته العقلية في التصور الذهني ، وأما النظرية الثالثة فتمثل محاولة للتغلب على 

هذا االنقسام ، وذلك بالرجوع إلى نوع من الخبرة يندمج فيها ما يدرك بالحس وما يدرك بالعقل إندماجا تاما ، وأعني بها 

الخبرة المطلقة(. )جون ديوي(

1- بلورة المشكلة:

المشكلة التي يطرحها جون ديوي هنا هي مشكلة المعرفة من وجهة نظر ثالثة إتجاهات فلسفية ، وهي التجريبية – العقالنية 

- والكنطية ) نسبة إلى كانط ( ويبلور موقفه البراغماتي من خالل تحديد طابع النقص الذي وقعت فيه كل نظرية من 

النظريات الثالثة باقتصارها على جانب وإهمال الجوانب األخرى .

2- التحليل :

لقد كانت نظرية المعرفة من بين النظريات األكثر جدال في مجال الفلسفة ذلك ألنها ال تتناول بالنقد المعارف التي وصل 

إليها المفكرون فقط ، بل تتجاوز ذلك إلى الوسائل التي بنى بها هؤالء معارفهم أي نظرياتهم الفلسفية ، فهي تتناول بالنقد 

النظرية والمنهج ووسيلة المنهج هل عقلية أم حسية ، ويحدد ) جون ديوي ( هنا ثالثة نظريات واضحة في مبادئها كما هي 

والنظرية األولى هي النظرية التجريبية التي ترجع مصدر المعرفة إلى اإلحساسات ويمثلها تاريخيا باركلي ، ومقولتها 

المشهورة عقلنا صفحة بيضاء تكتب عليها اإلحساسات المعرفة الممكنة. وهي بهذا طرح التجريبي الضيق على حد تعبير 

وثاني هذه النظريات هو المذهب العقلي الذي يرى أن لإلحساسات وجود فال يمكن إنكارها ، لكنها ليست مصدرا للمعرفة 

كما يزعم التجريبيون ، ففي العقل المعاني الفطرية السابقة على التجربة ، وهذه المعاني هي أصل المعرفة ، ونلمس هذه 

الفكرة بشكل واضح عند أفالطون في نظرية المثل ، فالمثل العقلية هي الحقيقة وهي األصل ، وأما العالم الحسي فهو مجرد 

ظل أو صورة منعكسة عن المثل ، وتستمد النفس هذه المعاني الفطرية من عالمها )المثل( الذي كانت فيه قبل حلولها بالبدن.

ويهذب أرسطو نظرية المثل األفالطونية بإحالل الماهيات أو الجواهر محل المثل فالمعاني الفطرية عقلية ، وهي 

وهكذا نلمس الفرق بين النظرية األولى والثانية ، في أن الثالثة أقحمت الفلسفة المثالية مع أفالطون والفلسفة الكونية مع 

، واضحة في تعارضها ، وهي كلها مثالية حسب مفهومنا ، ألنها تقابل النظرية الواقعية للعلم اليوم .

جون ديوي تفضل جانبا هاما وهو العقل الذي ننظر إليه نظرة سلبية.

)الماهيات(.

أرسطو بينما اقتصرت األولى على معطيات الحس ولكنها قامت كرد فعل ضد النزعة العقلية.
أرسطو بينما اقتصرت األولى على معطيات الحس ولكنها قامت كرد فعل ضد النزعة العقلية.

أما نظرية كنط فقد حاولت أن تضع حدا لما نتج عن تطرف كلتا النظريتين السابقتين. تطرفا أفضى إلى االنقسام في المجال 

المعرفي بينما يدرك بالتجربة إدراكا حسيا وبينما يتكون كفكرة عقلية بواسطة التصور ، فعبارة كنط اإلدراك الحسي قوة 

عمياء بال عقل ، والعقل قوة جوفاء بال إحساس ، نقد لتطرف كلتا النظريتين فالمعرفة تنشأ من التركيب بين معطيات 

التجربة التي يكون الحدس الحسي هو أداتها ووسيلتها ، وبين مقولة العقل القبلية الحاصلة كمعاني في الذهن والفهم هو الذي 

يقوم بعملية التأليف. لكن ما يترتب منطقيا على نظرية كنط هو أن معرفتنا محدودة بحدود الواقع ، أي عالم الظواهر. 

 مقاالت فلسفية 21

فالمقوالت العقلية هي قوالب ومفاهيم تندرج ضمنها الخبرة الحسية المكتسبة ، وعندئذ وبهذا المعنى ال يمكننا أن ننشئ 

معرفة متعلقة بالعالم غير الحسي الذي ال يدركه الحدس الحسي ، وما يمكن هو عالم الظواهر أما األشياء في ذاتها التي ال 

تدرك حسيا ال يمن معرفتها. 

 هناك ثالثة نظريات في المعرفة التجريبية عقلية كنطية.

بحث في االفتراضات:

 االختالف بين األولى و الثانية نشأ عنه الفصل بين المعرفة المستفادة بالتجربة الحسية وبين التصور العقلي.

 نظرية كنط تحاول حل مشكلة االنفصال التي نشأت عن كلتا النظريتين بالتركيب بينهما بواسطة الفهم.

 االفتراض األول: نشأ عن تعارض النظرية العقلية والتجريبية انفصال المعرفة التي تكتسب بالتجربة الحسية 

بعد حوصلة األفكار الجزئية ننظر في االفتراضات:

عن المعرفة التي يكون مصدرها التصور العقلي وكأنهما منفصالن.

تقييم:

الدليل: إذا كانت المعرفة مصدرها اإلحساسات على ما يقول التجريبيون فإن العقل ال وظيفة له ، وإذا كانت المعرفة 

مصدرها العقل فإن التجربة لن نحصل منها على معرفة ما ، وعندئذ إما أن تكون المعرفة مصدرها العقل أو مصدرها 

التجربة. والنتيجة أن هناك انفصال بين العقل والتجربة.

ننظر في كلتا الحالتين المتعارضتين في القياس الشرطي المنفصل. 

صورة الدليل:

الحالة األولى:

)التجريبيون(:

إما أن يكون العقل هو مصدر المعرفة أو التجربة

لكن العقل ليس هو مصدر المعرفة 

إذن التجربة هي مصدر المعرفة

)العقليون(:

إما أن تكون التجربة هي مصدر المعرفة أو العقل

إذن ال يمكن إجتماع التجربة والعقل في المعرفة فهما ضدان متعاندان وهذا ما نتج عنه اإلنقسام. ومن بين نتائجه إلغاء 

ويكون موقف كنط هنا موقفا توفيقيا بحيث يميز بين الفهم الذي يقوم بالتركيب بين معطيات التجربة الحسية والمقوالت 

العقلية ، وبين المنطق الذي هو أداة اإلستدالل. فالفهم قوة تأليف وتركيب ، بينما النطق هو مجرد أداة إستدالل ، يثبت 

لكن التجربة ليست هي مصدر المعرفة

إذن العقل هو مصدر المعرفة 

الفروض العلمية عند جـ.س.مل.

القضية ونقيضها في آن واحد. وهو ما يسمى )متعارضات العقل( Antinomie.

تحليل النص: الدرس : الرياضيات والمطلقية5

من يدلي في العلوم الرياضية بأن قضية ما هي قضية حقه فإنه ال يدلي إال ما يلي: "أن هذه القضية تستنتج استنتاجا

منطقيا من قضايا أخرى بدأت بالتسليم بها" فالرياضيات علوم اصطالحية إننا نفترض بعض المبادئ ونطلب التوفيق فيما 

بينها ، وبناء على هذه المبادئ المقترحة ، نثبت وجوب اعتبار بعض القضايا قضايا الزمة فعندما أقول: أن هذه القضية حقه

فمعنى قولي أنها تستنتج استنتاجا منطقيا من بعض البديهيات )المصادرات( األولية وعليه ليست الخصائص الرياضية سوى 

بما أن التعاريف هي المبادئ الوحيدة التي يثبت كل شيء بناء عليها ،ى وبما أنها اعتباطية ونسبية ، لذلك تكون النتائج 

الممكن استخالصها من هذه التعاريف هي أيضا نتائج اعتباطية ونسبية فما يسمى حقائق رياضية يقتصر إذن على أفكار 

تشكل وحدة ذاتية ، وليس لها أي وجود حقيقي ، إننا نجري افتراضات ونحاكم بناء على افتراضاتنا ونستخلص منها بعض 

تكرارات صحيحة للتعارف أو اإلفتراضات.

 مقاالت فلسفية 21

النتائج ومن هذه النتائج نخلص إلى نتائج نهائية إلى قضية حقه بالنسبة إال افتراضنا ولكنها ليست أكثر واقعية من اإلفتراض 

ذاته" )بوفون(

1- بلورة المشكلة:

المشكلة المطروحة هنا تتعلق بعلم الرياضيات فيتساءل )بوفون( ما إذا كانت الرياضيات علما يبحث عن حقيقة ما أم هي 

مجرد دوران عقلي حول قضايا معلومة منذ البداية في أولوياتها وبديهياتها أي تحصيل حاصل أي المشكلة التي يطرحها 

هي ما هي الحقيقة التي يمكن للرياضيات أن تعبر عنها وتؤكدها ؟

2- التحليل:

إن من يعتقد في مجال الرياضيات أن القضايا التي تعبر عنها الرياضيات هي قضايا صحيحة كل ما يفعله هنا 

أنه يقول: )أن هذه القضية تستنتج استنتاجا صحيحا من قضايا أخرى بدأت بالتسليم بها(.

فالرياضيات علم اصطالحي حي قائم على قبول معنى الحدود والعبارات المستخدمة وبناء عليها نفترض بعض المبادئ 

ونثبت ضرورة اعتبار القضايا األزمة عن هذا اإلفتراض ، فالقضايا التي نعتبرها حقة هنا هي قضايا استنتجت من بعض 

البديهيات وعندئذ الحقائق الرياضية هي تكرارات صحيحة للتعاريف واالفتراضات وليس فيها أي شيء جديد خارج عن 

وبما أن التعريف وضعناها نحن وبما أنها هي المبادئ التي سوف تترتب عليها النتائج وبما أننا وضعناها بكيفية اعتباطية

وما يعتقدون أنه حقيقة في مجال الرياضيات فهي أفكار لها وحدتها الذاتية الخاصة ، وخارج هذا النطاق ال وجود لها فليس 

والنتائج التي تصل إليها هي نتائج مستخلصة من افتراض مسبق ، غير أن هذه النتائج لن يكون لها وجود واقعي أكثر من 

اإلفتراض ذاته ، فليس لالفتراض وال للنتائج أي وجود واقعي يمكن أن يشكل حقيقة وإن طبقت هذه النتائج في مجال العلوم 

نطاق ما افترضناه في البداية.

فإن النتائج سوف تكون اعتباطية ونسبية. 

ثمة في العالم ما يمكن أن تعبر عنه أو تصفه.

والفلك والفيزياء مثال فإنها تكون من مشموالت هذه العلوم وليست علما رياضيا.

بحث في اإلفتراضات:

 طابع التفكير الرياضي طابع مجرد قائم على اإلستنتاج ال يعبر عن حقيقة واقعية.

 ينطلق التفكير الرياضي من بعض المبادئ واألولويات هي الفروض التي تكون أساس اإلستنتاج ويثبت 

ضرورة لزوم بعض القضايا عن هذه الفروض.

 الرياضيات علم تكراري قائم على مبدأ تحصيل الحاصل.

 التعاريف هي المبادئ الوحيدة التي يثبت كل شيء بناء عليها

بعد هذه الحوصلة تنظر في اإلفتراض:

اإلفتراض األول: الحقائق الرياضية مجرد تكرارات.

اإلفتراض الثاني: التعاريف هي المبادئ التي تقوم عليها وهي مبادئ اعتباطية ألنها ال تعبر عن حقائق واقعية.

3- تقييم:

هل يمكننا أن نحذف علم الرياضيات من قائمة العلوم ألنها ال تعبر عن حقيقة واقعية ؟ ففما يمكن أن يصدق على 

الرياضيات يصدق على المنطق وعلى كل العلوم التي ال تشير إلى الواقع فالرياضيات علم ألن لها موضوع ولها منهج فمن 

طبيعة التفكير الرياضي أن يكون مجردا يبحث في حقيقة ذاتية.

الدليل:

والدليل هنا الذي يقدمه مردود ومعناه إذا كانت الرياضيات تفكيرا مجرد فهي ال يمكنها أن تعبر عن حقيقة واقعية لكنها تعبر 

عن حقيقة ذاتية اعتباطية مستمدة من المبادئ التي نضعها. إذن فهي ال تعبر عن حقيقة واقعية.

وصورته: - إذا كانت الرياضيات علم يجب أن يعبر عن الحقيقة

 لكنها ال تعبر عن الحقيقة

 إذن هي ليست علما.

هذا القياس الشرطي متصل ألن للرياضيات حقيقتها فهي علم له مجاله الخاص وموضوعه الخاص وقوانينه الخاصة.

 مقاالت فلسفية 22

النص : الدرس : العلوم اإلنسانية والعلوم المعيارية

من حق علوم الفكر أن تحدد بنفسها منهجها بحسب موضوعها. فعلى العلوم أن تنطلق من أعم مفاهيم المنهجية ، وتسعى إلى 

تطبيقها على مواضيعها الخاصة فتصل بذلك إلى أن تنشئ في ميدانها المخصوص مناهج ومبادئ أكثر دقة على غرار ما 

حصل بالنسبة إلى علوم الطبيعة. وإننا ال نبين أننا التالميذ الحقيقيون لكبار العلماء إن نحن اكتفينا بأخذ المناهج التي توصلوا 

إليها ، ونقلناها نقال إلى ميداننا ، وإنما نكون تالميذهم بحق حين نكيف بحثنا مع طبيعة مواضيعه فنتصرف إزاء علمنا 

تصرفهم إزاء علمهم . إن التحكم في الطبيعة يكون باالمتثال لها .وأول ما يميز علوم الفكر عن علوم الطبيعة أن علوم الطبيعة 

موضوعها وقائع تبدو للوعي كما لو كانت ظواهر بعضها بمعزل عن بعض من الخارج ، والحال أنها تبدو لنا من الداخل

واقعا ومجموعة حية أصال. والحاصل من هذا أنه ال يوجد في العلوم الفيزيائيّة والطبيعية مجموع منسجم للطبيعة إال بفضل 

استدالالت تكمل معطيات التجربة بواسطة منظومة من الفرضيات ؛ أما في علوم الفكر فان مجموع الحياة النفسية يمثل قي كل 

ذلك أن عمليات االكتساب و مختلف الطرائق التي تترابط بواسطتها الوظائف – وهي العناصر الخاصة بالحياة الذهنيّة- فتشكل 

كال ، تمدنا بها أيضا التجربة الداخلية. وهنا نجد أن المجموع المعيش هو الشيء األولي ، أما التمييز بين األجزاء التي يتكون 

منها فال يأتي إال في المرتبة الثانية. يترتب على ذلك أن المناهج التي نعتمدها لدراسة الحياة الفكرية و التاريخ و المجتمع 

مكان معطى أوليا وأساسيا. فالطبيعة نفسرها، والحياة النفسية نفهمها.

مختلفة أشد االختالف عن المناهج التي أدت إلى معرفة الطبيعة.

اإلجابة:

المقدمة:

ّظ تف اهرة اإلنسانية هو وجود ع ّطن كلود ليفي ستراوس إلى أ ّن ما يش ّرع لقيام علم

ال ّزمانيّة و المكانيّة، أو باألحرى بنية تم ّك ناجع ومفيد. التّحديدات ن من استخدام المنهج التّجريبي بشكل

ّظ لكن، أال يكون هذا النّجاح المنهجي قائما على تجاهل اهرة اإلنسانية و رهين استبعاد اإلنساني و

القيمي و الدّاللي ؟ فهل من إمكان لمنهج يضمن، في آن، اإلبقاء على خصوصيّة الموضوع، و تحقيق العلوميّة و الموضوعيّة

للعلوم اإلنسانية ؟

إذا سحبت مناهج العلوم ال اإلنسانيّة. ّط األطروحة المستبعدة: ال تنجح العلوم الإنسانية في تحقيق علوميّتها إال بيعيّة على العلوم

الأطروحة: إن التّأسيس الفعلي لعلوم الفكر ) العلوم الإنسانية ( يمّر ضرورة عبر تو ّخي منهج الفهم و التّأويل .

ّط الإشكالية: كيف يمكن تحقيق علوميّة علوم الفكر رغم اختلاف موضوعها الجذري بيعيّة ؟

أو: هل من سبيل إلى تأسيس العلوم الإنسانية تأسيسا علميّا يراعي خصوصيّة موضوعها ؟

تفكيك عناصر التّحليل:

ال ) ّط الفرق بين ظواهر بيعة و ظواهر الفكر ) مستوى الموضوع

 .2إشكال الخيار المنهجي ( التّفسير أم التّأويل ( و إستتباعاته على مسألة علوميّة العلوم اإلنسانية.

التّحليل:

ظواهر ال وضوع) ّط .1الفرق بين بيعة و ظواهر الفكر ) مستوى الم

ظواهر الفكر ظواهر ال

ات بالموضوع

التحام الذّ

الدّاخليّة في شكل " مجموع معيش " يمتاز بكل . ّ ·معطاة في التّجربة يته و وحدته

 ·مهّمة الباحث محاولة فهم التّجربة الإنسانية دون إقصاء القصدي و الغائي و الدّاللي.

 ·تدرك في إطار تجربة خارجيّة.

فصل بين الذّ و الموضوع ات

معطاة في التّجربة في شكل ظواهر مستقل رابط بينها. ّ · ة و مشتّتة ال

ّط مهّمة الباحث تتمث بيعيّة بفضل فرضيّات تحاول الانتباه إلى العالقات السببيّة الموضوعيّة ّ · ل في تنظيم و توحيد هذه الوقائع

ال . ّظ بين واهر

و ذلك هو منهج التّفسير.

 .2إشكال الخيار المنهجي ) التّفسير أم التّأويل ( و إستتباعاته على مسألة علوميّة العلوم الإنسانية:

ّط إذا كانت ظواهر الفكر غير ظواهر ال بيعيّة كما

ّطبيعة، ال يمكن

 مقالات فلسفية 23

ات عن ّظاهرة التّي

على العلم اإلنساني أن يراعي خصوصيّة ال يدرسها و يستبدل التّفسير، من حيث هو يفترض انفصال الذّ

ذهب إلى ذلك أوغست كونت.

الموضوع، بالفهم أو التّأويل:

فال ابتة بين هذه ال ّشروط، أي نصوغها في قانون. ّط " × بيعة نف ّسرها ": أي نحدّد شروط ظواهرها و

الفيزياء و الكيمياء و الفلك الخ...

الفهم هو المنهج الوحيد الذّي يالئم دراسة ال الإدراك ّظ أ ّما ال واهر الإنسانية. و نعني بالفهم ّظاهرة الإنسانية فنفهمها. و هذا

ال لدّالالت و المقاصد الإنسانية ّظ الحدسي للدّاللة القصديّة لنشاط إنساني ما. فالفهم جهد نحو النّفاذ، وراء واهر المدروسة، إلى ا

التّي صبغتها الذّوات على تجاربها المعيشة.

العالم الانساني مدعّو، إذن، إلى استحضار معيش يته دون عزل المعنى و الدّاللة و القيمة

نظرة إلى الواقعة الإنسانية في كل التّجزئة Comprendre = Prendre )

مثال : فهم إصالح قانوني أو قضائي معيّن يستوجب النّظر في المجموع التّاريخي، الاجتماعي و الث

ّ يقتضي الفهم يتها و شموليّتها تبتعد عن التّشتيت و

علوم ال ) ّط اإلصالح ) دون عزل و إقصاء و تشتيت و تجزئة و ذلك على عكس بيعة

ensemble la totalité du vécu humain ).

ّطبيعيّة، بل تعاش ضمن تجربتنا الذّ إن الوقائع اإلنسانية، إذن، ال تدرك من الخارج، اتيّة. و لذلك يس ّمي

العلوم الإنسانية بالعلوم الذاتيّة في مقابل العلوم الموضوعيّة.

إذا ما سل الفهم و على التّأويل، فكيف يمكن أن تكون لنتائجها و لنظريّاتها صالحيّة ّمنا بأّن العلوم الإنسانية هي علوم تعتمد على

ّم أال نسقط في ال ّريبيّة و في النّسبيّة حين نرفض مع دلتاي أن تكون هذه العلوم مج ّرد تجميع لوقائع منفصلة و

 vاإلشكال:

موضوعيّة ؟ ث

مترابطة سببيّا ؟

و هل يقودنا ذلك إلى حدّ الحكم، مع نيتشه، بأنّه " ال توجد وقائع و إنما فقط تأويالت " ؟ بحيث نقابل المثل األعلى 

الموضوعي، الذي يسعى العلم إلى تحقيقه، بهّوة ذاتيّة نقع فيها في إطار هذه العلوم ؟

 v-تجاوز الإشكال:

ال يجب أن نعتقد أ ّن دلتاي يقصي التّفسير نهائيّا و يعتبر أ ّن العلوم اإلنسانية تكتفي بالفهم. فهو مثال ال يختزل علم التّاريخ في

مج ّرد فهم الأحداث أو الوقائع. فالموضوعات التّي يتناولها عالم التّاريخ محدّدة بشكل موضوعي في ال ّزمان و المكان، و هي

ة ال الأخيرة من حيث هي ظواهر ذات ّط ال بيعة، فهي تتميّز عن هذه ّظ لكن إن كانت واهر التّاريخيّة تخضع لحتميّة مشابهة لحتميّ

داللة، و هي بما هي كذلك ال تتحدّد فقط بسببيّة موضوعيّة و طبيعيّة، بل كذلك و في نفس الوقت بسببيّة قصديه. فال يمكن، في 

عالقات سببيّة موضوعيّة تستبعد كل وقيمي و داللي ّ يجب إذن، في إطار العلوم اإلنسانية، أن ال نكتفي برصد يا ك ّل ما هو كيفي

في العلوم ال واالعتراف بأ ّن هذه الوقائع وليدة ّط ) شأن التّفسير بيعيّة (، بل من ال ّضروري محاصرة البعد الدّاللي و الغائي،

ينتج عن ذلك أنّه يتو ّجب على العلوم الإنسانية أن تعرف كيف تراوح بين التّفسير ) لفهم ال ّشروط الموضوعيّة للوقائع: رصد 

سببيّة خارجيّة ( و الفهم ) لالمساك بالمقاصد و الغايات و تحديد البعد الدّاللي لهذه الوقائع: رصد سببيّة باطنيّة و قصديه –

جزءا من ال . ّط من حيث هي كذلك تش ّكل بيعة الخارجيّة يخضع لقوانين ال ّسببيّة

هذا ال ّسياق أن نقصي نوايا و مقاصد ال ّشخصيّات التّي ساهمت في هذه الأحداث.

خيارات قيميّة، غائيّة، أخالقيّة، سياسيّة، دينيّة، اجتماعيّة، ثقافيّة الخ ...

المعنى) .




شارك هذه الصفحة وتابعنا على صفحاتنا الرسمية
شارك الموضوع →
تابعنا →
إنشر الموضوع →

0 التعليقات:

إرسال تعليق

السنة الثالثة ثانوي تسيير و اقتصاد